لمنع تحوُّلِها إلى يونان ثانية أنغولا والبرازيل «تهبان» لانتشال البرتغال
«هبت» اثنتان من مستعمرات البرتغال السابقة- أنغولا والبرازيل- لانتشال الحكومة البرتغالية من محنتها الاقتصادية الشديدة وموجة مضاربات الأسواق المالية العالمية التي تحاصرها وتهدد بتحويلها إلى يونان ثانية.
فقد قررت أنغولا تأسيس مصرف مشترك مع البرتغال للتشجيع على إطلاق كميات كبيرة من الاستثمارات، بملكية مشتركة ومتساوية الحصص، وبمشاركة مؤسسة النفط الأنغولية «سونانغول» والبنك البرتغالي التابع للدولة «صندوق الإيداع العام».
ويبلغ رأس المال المبدئي لهذا المصرف مليار دولار تخصص للاستثمار في قطاعات الطاقة وشبكات المرافق الصحية والمستشفيات والبناء والأسمنت والنقل والاتصالات.
كما «هبت» البرازيل، التي استعمرتها البرتغال طيلة 322 عاماً، لتقدم يد العون لمستعمرها السابق. فقد وقع الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا في الساعات القليلة التي استغرقتها زيارته للشبونة في 20 الجاري، سلسلة من الاتفاقات الهامة في مجالات العلوم والدفاع والتكنولوجيا والطاقة المتجددة.
وتهدف هذه الاتفاقيات أساساً إلى تلبية طلب البرتغال زيادة تعاونها من البرازيل، العضو في المجموعة المسماة «بريك» (البرازيل، روسيا، الهند، الصين)، وهي الكتلة التي عانت أقل من غيرها من تداعيات الأزمة المالية العالمية والتي تدفع حالياً عجلة النمو الاقتصادي في العالم.
فصرح مارسيلو باومباخ، المتحدث باسم الرئاسة البرازيلية، أن دعم الرئيس لولا دا سيلفا لتعزيز التبادل التجاري مع البرتغال وتنفيذ المزيد من المشروعات فيها «يأتي في سياق الفرص الجديدة التي يتيحها تدفق الاستثمارات البرازيلية المتزايدة في البرتغال».
وتتضمن هذه المشروعات، ضمن غيرها، بناء مصنعين تابعين لشركة «إمبراير» البرازيلية لإنتاج الطيارات في إيفورا بالقرب من العاصمة البرتغالية لشبونة، باستثمارات تبلغ 500 مليون دولار.
وركزت محادثات الرئيس البرازيلي مع المسؤولين البرتغاليين على كل النواحي وبخاصة في مجال الطاقة. وتم التوقيع على مذكرة تفاهم في مجال المحروقات الزراعية، بين مؤسستي «بتروبرايز» البرازيلية و«غالب» البرتغالية- التي تملك أنغولا حزمة من أسهمها- وذلك لبناء مصفاة لتكرير الديزل الزراعي قرب لشبونة باستخدام زيت النخيل البرازيلي.
وتكهنت صحيفة «دياريو اكونوميكو» البرتغالية بأن هذا المشروع يمهد لدخول رؤوس أموال برازيلية في رأس مال مؤسسة «غالب» البرتغالية للنفط والتي تملك مؤسسة النفط الأنغولية جزءاً منها.
كذلك تقرر زيادة التعاون الاقتصادي والمالي والتجاري بين البرازيل والبرتغال، مع التركيز على ضرورة موازنة التبادل التجاري بينهما والذي يأتي ميزانه لمصلحة البرازيل حتى الآن.
«آي بي إس»