«إسرائيل» تستغل عسكرياً أموال البحث العلمي الأوربي

أقرت مصادر بالاتحاد الأوربي أن الإعانات التي رصدها للبحث العلمي المدني الهادف لخفض التلوث من الطائرات المدنية، قد تساعد على تطوير مقاتلات حربية أكثر قدرة على القتل من تلك الموجودة حالياً.. فقد خصص الإتحاد الأوربي نحو 1.6 مليار يورو (نحو ملياري دولار) للمشروع المسمى «السماء النظيفة» الذي يهدف لإنتاج محركات طائرات تبعث نصف كمية أوكسيد الكربون التي تصدر عن الطائرات الموجودة حالياً.  فقد قرر الاتحاد الأوربي أن يشارك كل من القطاع الصناعي الخاص والأموال العامة التي تجمعها الدول الأعضاء من المواطنين دافعي الضرائب، في تمويل هذا المشروع، الذي يتيح حسب نشرة «آي بي أس» للشركات المشاركة طلب تسجيل براءات الابتكارات التي تنتجها خلال فترة البحوث التي تجريها. كما تقول المفوضية الأوربية إن شيـئا لن يمنع هذه الشركات من استخدام التكنولوجيات التي تطورها، في خدمة أغراض عسكرية.

ولقد أثارت مشاركة الصناعة الجوية «الإسرائيلية» في هذا المشروع انتقادات من عدد من المدافعين عن حقوق الإنسان. فقد أنتجت هذه الصناعة العديد من الأسلحة التي استخدمها الكيان الصهيوني في هجماته على قطاع غزة في أواخر عام 2008 وأوائل عام 2009.

وعلى الرغم من عدم كونها عضواً كامل العضوية في الاتحاد الأوربي، تشارك «إسرائيل» في برنامج البحث العلمي التابع  للاتحاد، بل وتدأب للحصول على المنح والمساعدات من معظم دول الاتحاد الأوربي.  وقد صرح مسؤول في الاتحاد الأوربي اشترط عدم الكشف عن هويته أن أنشطة البحوث في الاتحاد الأوربي ذات طابع مدني رسمياً، ومع ذلك فلا يمكن إعطاء أية ضمانات بأن ثمارها لن تكون لها تطبيقات عسكرية. وبيّن أن «(الإسرائيليين) لا يلعبون وفقا للقواعد التي يتبعها غيرهم».

وبدوره صرح  فرانك سليبر، من الحملة الهولندية لمكافحة تجارة الأسلحة، «لا أستطيع أن أفهم كيف تحصل شركات الأسلحة الإسرائيلية من المفوضية الأوربية على أموال لأبحاثها».. مضيفاً:ً «فيما أعلم، لا تنتج الصناعة الجوية «الإسرائيلية» سوى القليل جداً من المنتجات المدنية. إنها مجرد شركة أسلحة، بل وأسهمت إسهاماً واضحاً ومباشراً في الشرق الأوسط ضد الفلسطينيين واللبنانيين».

يذكر أن أهداف برنامج «السماء النظيفة» تشمل إنتاج طائرات تستهلك وقوداً أقل، ويصدر عنها قدر أقل من الضوضاء، فضلاً عن تخفيض انبعاثاتها من غازات التغيير المناخي، وهو ما عدّه سليبر «مشروعاً مغرياً لشركات صناعة الأسلحة». ويضيف: «في الغالب، يقولون إن الأمور تسير على العكس من ذلك، أي أن الإعانات التي تذهب للبحوث الأوربية في قطاع الطيران العسكري أنما تأتي بتأثير عرضي على بحوث الطائرات المدنية، لكن الأمر يتعلق هنا باستفادة الجيوش في نهاية المطاف من إعانات خفض التلوث من الطائرات المدنية، فكلما كانت المقاتلات صامتة، كلما أمكن استهدافها لمواقع القصف دون رصدها»..