لقاء جوهانسبورغ للأحزاب الشيوعية والعمالية العالمية: ينبغي تعزيز النضال المشترك نحو الاشتراكية
بحضور ممثلين عن 51 حزباً من 43 دولة من القارات الخمس، انعقد اللقاء الثاني عشر للأحزاب الشيوعية والعمالية العالمية في مدينة تيسوانا، في جنوب أفريقيا ما بين 3 و5 كانون الأول 2010 تحت عنوان «عمق الأزمة البنيوية للرأسمالية- توجهات الشيوعيين من أجل الدفاع عن السيادة، وتعميق التحالفات الاجتماعية، وتمتين الجبهة المعادية للامبريالية في النضال من أجل السلم والتقدم والاشتراكية».
بحث المجتمعون التطورات الجديدة للأزمة الرأسمالية، خاصة على صعيد زيادة استغلال الطبقة العاملة والفئات الفقيرة في المدينة والريف. كما عرضوا للنضالات المختلفة التي نظموها، أو أسهموا في الدفع إليها خلال العام المنصرم، وبالتحديد التحركات الداعمة للقضية الفلسطينية، والمظاهرات التي اجتاحت أوربا، سواء التي اتخذت طابعاً طبقياً واضحاً أم تلك التي واجهت الخطة الجديدة لحلف الناتو الامبريالي، متوقفين ملياً عند ضرورة تمتين العلاقة ما بين تعدد أشكال المقاومة العملية للامبريالية والنضال الإيديولوجي باتجاه رؤية واضحة للبديل الاشتراكي للرأسمالية.
ووجه اللقاء الثاني عشر للأحزاب الشيوعية والعمالية في بيانه الختامي دعوة إلى القوى الشعبية من أجل الانضمام إليه في النضال المشترك نحو الاشتراكية. كما حدد خمس مهمات نضالية للعام المقبل، وهي:
1-تقوية العمل النقابي وتطوير نضالات العمال والفئات الشعبية من أجل استعادة حق العمل والحقوق الاجتماعية الأساسية. وفي هذا المجال، جرى التأكيد على تركيز الاهتمام على المشاكل التي تطال النساء العاملات والشباب العمال الذين يشكلون غالباً الضحايا الأول للأزمة الرأسمالية.
2-مواجهة الاعتداءات المتزايدة للامبريالية، والوقوف بوجه الحروب التي تنظمها ومناهضة سياسات الاحتلال التي تمارسها، وبالتحديد الإستراتيجية الجديدة لحلف الناتو «الجديد»، والعمل على إنهاء وجود القواعد العسكرية والأسلحة النووية... وصولاً إلى التضامن الأممي الفعال مع كل شعب أو حركة تواجه القمع والتهديد الامبرياليين.
3-مواجهة القوانين المعادية للشيوعية وكل التدابير والملاحقات المتخذة من قبل القوى المعادية للشيوعية. بالإضافة إلى استرجاع التاريخ المشرف للشيوعيين في كافة مجالات النضال وإسهامهم في تقدم الحضارة الإنسانية.
4 -التضامن مع القوى والشعوب المتجهة نحو بناء الاشتراكية؛ ولاسيما مع الشعب الكوبي وثورته الاشتراكية في مواجهة الحصار الامبريالي الأمريكي.
5 -الانطلاق من الوقائع الذاتية، والتركيز عليها كأولويات، باتجاه تدعيم المنظمات الجماهيرية الأممية المعادية للامبريالية، كشكل من أشكال النضال المشترك.
وأصدر اللقاء الثاني عشر قراراً خاصاً حول الشرق الأوسط ركز فيه على دعم قضايا الشعوب العربية في مواجهة الوضع الخطير الناشئ عن الهجمة الامبريالية-الصهيونية، هذا نصه:
قرار حول الشرق الأوسط
عبر المجتمعون خلال اللقاء الثاني عشر للأحزاب الشيوعية والعمالية العالمية عن قلقهم العميق إزاء التطورات الخطيرة في الشرق الأوسط والتي تتسبب بها السياسات العدوانية الامبريالية والصهيونية. و ينبه المجتمعون إلى الأمور التالية بالتحديد:
1. استمرار «إسرائيل»، بدعم من الولايات المتحدة، بارتكاب جرائم القتل وتدمير المنازل وأشنع الأساليب والممارسات العدوانية اليومية ضد الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة؛ كل هذا من أجل إخضاع هذا الشعب وتمزيق وحدته وتقسيمه إلى دويلات.
2. سعي الولايات المتحدة و«إسرائيل» إلى تطوير بذور الفتنة الطائفية والمذهبية في لبنان عبر تسييس المحكمة الدولية (وأساليب أخرى)، وذلك كمقدمة لحرب أهلية لبنانية جديدة الهدف الرئيسي منها ضرب المقاومة الوطنية والثأر لكل الهزائم التي منيت بها «إسرائيل» منذ العام 1982 وخاصة في العام 2006.
3. التهديدات المستمرة لسورية بسبب رفضها السياسات الإسرائيلية التوسعية والعدوانية.
4. استمرار وجود قوى الاحتلال الأمريكي والقوى الأجنبية الأخرى في العراق، واستمرار الجرائم التي ترتكب من هذه القوات المحتلة.
5.التجليات الأخيرة التي تؤكد مرة أخرى السياسات العدوانية التي تهدف إلى خلق «شرق أوسط جديد»، خاضع بشكل كامل للسيطرة الأمريكية، وذلك عبر إضعاف قدرات السيادة الوطنية العراقية وزرع بذور الانقسامات الطائفية والمذهبية في العديد من الدول ومنها العراق ولبنان واليمن.
لذا، قرر المجتمعون التالي:
1. إعادة تأكيد دعمنا غير المشروط للشعب الفلسطيني، والدعوة لتحرير جميع الأسرى والمعتقلين السياسيين في السجون الإسرائيلية، ودعم تأسيس الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وحق العودة للاجئين الفلسطينيين إلى وطنهم الأم.
2. الإعراب عن دعمنا لمقاومة الشعب اللبناني بوجه المشاريع العدوانية الجديدة للولايات المتحدة و«إسرائيل» التي تتربص بلبنان.
3. نطالب بانسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي العربية في مزارع شبعا ومن الجولان.
4. نؤكد على تضامننا مع الشعب العراقي وندعو إلى انسحاب القوات الأمريكية والأجنبية الأخرى من العراق.
5. ونؤكد كذلك أننا سنقوم بكل ما بوسعنا من اجل فضح ومقاومة الأجندة الامبريالية في المنطقة.
3 – 5 كانون الأول 2010
■ تيسوانا/ جنوب أفريقيا