ذبح ثائري البحرين.. إرادة إمبريالية.. ومظهر طائفي
لماذا كل هذه الوحشية في ذبح ثائري البحرين؟ لماذا داهمت دبابات «درع الخليج» الساحات والشوارع والبيوت، وطاردت المنتفضين الجرحى حتى إلى المستشفيات والعيادات الطبية؟ لماذا يقف العالم المتمدن متفرجاً أخرس على كل ذلك، بينما يقيم الدنيا ولا يقعدها في أماكن أخرى لا يزيد الذبح فيها أو ينقص عما يجري في البحرين؟
لماذا صم الإعلام «الثوري» آذانه وأغلق عدسات كاميراته أمام المشهد الدموي الذي يمارسه آل سعود و«القبائل والإمارات» الحليفة له بحق مدنيين عزّل ما يزالون مهمشين منذ عقود طويلة؟ لماذا أصبح ملوك العرب فجأة أصحاب موقف حازم وهبّوا لبسط الأمن الذي أصبح انفلاته يهدد سلامة بلدانهم؟؟ أما انتبهوا من قبل أن أمنهم وخليجهم وكرامتهم ونخوتهم واستقلالهم وثرواتهم ذهبت كلها أدراج الرياح، وداس على عقالاتهم كل الغرباء القادمين من وراء البحار ومسحوا بها أحذيتهم ومؤ(....)؟ أكل تلك العنجهية والقوة المزيّفة والحميّة الفارغة انتفخت في شحومهم ودمائهم الفاسدة لأن هناك من أقنعهم رغماً عن أنوفهم أن إيران هي العدو الأوحد لهم، وأن طائفة أخرى تسعى للتمدد على حساب طائفتهم التي يتزعمونها قسراً ورغماً عن مليار مسحوق فيها، أم أن هذه العزة المفاجئة ألهب حماسها إيعاز أمريكي بضرورة التدخل المبكر وتلقين الثائرين درساً لكي لا تنتشر العدوى الثورية حول آبار النفط التي ما انفكوا يسرقونها منذ مائة عام؟؟
في كل الأحوال ومهما كان السبب الرئيسي والأسباب المتفرعة عنه للذبح الجاري الآن في جزر مساحتها أصغر من أية مدينة متوسطة الحجم، فإن النتيجة واحدة: الشعب يدفع ثمن ما يعده أعداؤه حراماً عليه، وهو الحرية.. الحرية التي ستنتصر في النهاية مهما طال زمن الاستبداد والجبروت والظلامية والتبعية..