هل تعرفون هذه التنظيمات الفاشية الجديدة؟

ظهرت الأذرع الفاشية بطابع جديد في العالم بشكل رئيسي بعد حرب الصومال عام 1993، وحرب الشيشان 1994 – 1995، وحرب كوسوفو 1997 – 1999، وغزو الناتو ليوغسلافيا وأفغانستان والعراق من 1999 إلى 2003، أي تلك الفترة التي تلت تفكك الاتحاد السوفييتي، وكان عمادها الأساسي السيطرة الاستعمارية الأمريكية في العالم، فبعد أن خاضت تجربتها الأولى في أفغانستان 1979- 1989، وانتشارها اليوم في مناطق عدة من العالم، شهدنا حروباً أمريكية على العقدين الأخيرين تقول ماكينات الإعلام الأمريكي السائد وتوابعه أنها تجري مع تنظيمات وأذرع فاشية تمارس الاقتصاد الأسود بشكل رئيسي، من تجارة وتهريب المخدرات والسلاح والبشر والآثار والخطف، والعمل كمرتزقة متنقلين بين مناطق العالم الساخنة مثل «القطاع الأيمن» في أوكرانيا، و«بوكو حرام» في نيجيريا، والمجموعات المسلحة في البلقان، وقراصنة المحيط الهندي وغيرهم.

القطاع الأيمن «برافي سكتور»

نشأت هذه المنظمة بقيادة النائب الأوكراني الحالي، ديميتري ياروش، في تسعينات القرن الماضي، وقاتلت إلى جانب المتمردين الشيشان ضد روسيا، وهم على علاقة وثيقة مع دوكو عمروف، زعيم المتمردين الشيشان الموضوع على لائحة الإرهاب لدى روسيا.

في أثناء الأزمة الأوكرانية برز دور هذه المنظمة كذراع مسلح أساسي عند سلطة كييف، ولعبت دور «البديل عن الدولة»، ودور حماية خصخصة وتفكيك الدولة ونهب الثروات الأوكرانية والتهريب إلى الخارج وتجارة السلاح والدعارة والمخدرات. أما عن مصادر التمويل الخارجية، فقد تدفقت الأموال التركية والقطرية على هذا التنظيم، وتقول تقارير أن 300 مقاتل من القطاع الأيمن الأوكراني شاركوا في القتال إلى جانب «داعش» في سورية بتمويل قطري قبل أن يعودوا إلى بلادهم بعد بدء الضربات الروسية العام الماضي. 

يعتبر «القطاع الأيمن» مسؤولاً عن عمليات التنكيل التي جرت في أوكرانيا بعد 2014، ويسيطر على ما تبقى من مفاصل الدولة الأوكرانية. كما شارك التنظيم في تدريب مقاتلين لـ«داعش» في معسكر سري يقوده الشيشاني عيسى موناييف في أوكرانيا، وتنتشر معسكرات المرتزقة الشيشانيين والأتراك والبوسنيين في محيط منطقة ماريوبول.

جرت إعادة مَدْ الجيش الأوكراني المدعوم من الأذرع الفاشية بكثافة بالأسلحة، ووضع رحاله في أوكرانيا مئات المدربين والمستشارين العسكريين الأمريكيين، وقاموا بقصف المدن الآمنة بالصواريخ والمدفعية الثقيلة وإيقاع المزيد من الضحايا في صفوف المدنيين، بشكل مدروس.

«بوكو حرام» وسط إفريقيا

ظهر هذا التنظيم في نيجيريا- البلد الغني بالنفط سنة 2002- ويعرف باسم «طالبان نيجيريا»، وأعلن عن مبايعة «داعش» سنة 2015. كما قام التنظيم بتنفيذ أعمال القتل والتنكيل في نيجيريا، وخطف مئات الفتيات للمطالبة بالفدية، ونفذ تفجيرات انتحارية استهدفت بنى الدولة النيجيرية والمدنيين على حد سواء.

يمارس التنظيم الخطف والابتزاز بشكل رئيسي، وبلغ عدد ضحاياه أكثر من 14200 شخص، وكذلك السيطرة على طرق تهريب المواشي وطرق النفط، والإغارة على القرى والمدن لسرقة المواشي وطرق النفط وخطف البشر وسط إفريقيا.

تبلغ قيمة فدية الشخص الواحد 10 آلاف دولار وسطياً، وحصل التنظيم على 3 ملايين دولار لقاء الإفراج عن 16 فرنسياً فقط العام الماضي كمثال، ويمارس أيضاً سرقة البنوك، وبلغت موارده من ذلك حوالي 6 مليون دولار سنوياً، وكذلك سرقة مئات البنوك وسط إفريقيا في بلدان عدة، وهناك عدد من الجماعات غير المسلحة متهمة بدفع أموال لبوكو حرام، بما في ذلك الصندوق الائتماني ببريطانيا، والجمعية العالمية الإسلامية في السعودية، بالإضافة إلى نهب مخازن الأسلحة عند الجيوش والتجارة بها.

المجموعات المسلحة  في البلقان

ظهرت هذه المجموعات في تسعينات القرن الماضي خلال تفكك يوغسلافيا وحرب كوسوفو 1997- 1999، وتضخم نشاطها بعد غزو الناتو للبلقان عام 1999، أشهرها «جيش تحرير كوسوفو» و«جيش التحرير الألباني»، مارست هذه المجموعات نشاطاً في الاقتصاد الأسود في البلقان، وانتقل مقاتلوها بعد انتهاء حرب البلقان للعمل كمرتزقة في حرب أفغانستان والعراق «بلاك ووتر»، كما ظهر توقيع عمل هذه المجموعات في سورية عام 2012، وشارك العديد منهم كمرتزقة في الحرب الأوكرانية إلى جانب القطاع الأيمن. من أبرز قادتهم رئيس وزراء كوسوفو الحالي، هاشم ثاتشي.

قراصنة  المحيط الهندي

ظهرت أعمال القرصنة المسلحة في المحيط الهندي بعد الغزو الأمريكي للصومال عام 1993، وبلغ عدد السفن التي هاجمها القراصنة منذ 2008 أكثر من 70 سفينة، منها ناقلة النفط السعودية سيريوس ستار التي كانت تحمل 2 مليون برميل نفط، مطالبين بفدية قدرها 25 مليون دولار للإفراج عن السفينة وطاقمها، وحسب تقارير عدة، فإن هناك شبكات دولية وهيئات تجارية تقدم الدعم والتمويل والمعلومات الاستخباراتية لتسهيل نشاطهم في كامل المحيط الهندي.