التضامن الأممي مع سورية

بعد تصاعد العنف المتبادل بين النظام والمعارضة في سورية وارتفاع وتيرة الأعمال الحربية وزيادة منسوب التدخلات الخارجية المباشرة بشكل خاص «في رأس العين وحلب وجمرايا نموذجاً» ،ارتفع من جهة أخرى منسوب التضامن الأممي مع القضية السورية ونشرت مختلف وسائل الإعلام العربية والعالمية تفاصيل حركات التضامن التي تنظمها الأحزاب الشيوعية واليسارية والقوى الديمقراطية الأخرى مع القضية السورية في مختلف البلدان التي تشهد حركات متنوعة في هذا الصدد

تركيا:

  أصدر الحزب الشيوعي التركي بياناً استنكر فيه دور حلف الناتو في تأجيج الأزمة السورية وطالب بتحقيق السلام للشعب السوري والوقوف في وجه الهجوم الامبريالي على المنطقة ،وفضح في بيانه الدور القذر للمخابرات التركية في تدريب وإرسال مختلف المجموعات الجهادية تحت مختلف المسميات والحجج وجاء في البيان أيضاً:

«يتصاعد القلق إثر تزويد مليشيات المعارضه المسلحة بأسلحة كيميائية لتقوم باستخدامها ضد المدنيين ومن ثم اتهام الحكومة السورية بذلك تمهيداً لتبرير التدخل العسكري المباشر،نحن ندين بشدة هذه الهجمة العدائية الشرسة من الامبريالية ضد سورية وندين أيضا سياسة الترويج والتمهيد للحرب التي تنتهجها حكومة حزب العدالة والتنمية »

وفي هذا السياق نظم الحزب الشيوعي التركي مظاهرات شعبية احتجاجية ضد قيام حلف الناتو بنشر صواريخ الباتريوت على الأراضي التركية بمشاركة مختلف القوى اليسارية والنقابية التركية، وكان آخرها المظاهرات التي حدثت في أنقرة  ولواء اسكندرون.

كما تشهد السجون والمعتقلات التركية  التي تضم معتقلين سياسيين من مختلف القوى اليسارية حملات تضامن مع سورية ،وقد بدأت هذه الحملة نهاية الشهر الماضي كانون الثاني 2013 في سجن تكرداغ السياسي حيث أرسل السجناء السياسيون من الحزب الشيوعي التركي /الماركسي اللينيني وحزب العمال  والفلاحين الأكراد في تركيا  مصروفهم الشخصي إلى المدافعين عن مدينة رأس العين في وجه الغزو وأعلنت ثلاثة سجون سياسية أخرى تضامنها  في بداية شهر شباط وتم إرسال هذه التبرعات إلى الشعب السوري.

العراق:

في العراق أصدر الحزب الشيوعي الكردستاني/العراق بياناً دعا فيه إلى مواجهة محاولات الغزو التركي لسورية حيث جاء فيه :

«يواجه شعبنا في الجزيرة العليا السورية بمختلف مكوناته خطراً وبؤساً أكبر من أي كارثة طبيعية أو حرب عدوانية، بحيث باتت هذه المناطق متخطية واقع مصطلح «المناطق المنكوبة»... وذلك بسبب العقلية الرجعية المتخلفة والعدائية القاسية للجماعات المسلحة المدعومة من أجهزة مخابرات النظام الفاشي التركي «الميت» التي تقوم بمنع وإتلاف المحروقات والمواد التموينية القادمة من المدن السورية ،إن هذا النظام التركي الفاشي والأنظمة التركية السابقة ستبقى على عدائها الدفين لكل العرب والمسلمين والمسيحيين الشرفاء ما دامت تحتلّ وتغتصب لواء اسكندرون وغيرها من الأراضي السورية، ويكن الحقد والعداء لشعب كردستان » داعياً إلى أوسع مواجهة ومقاومة للمشاريع التركية».

هنغاريا:

 جاء في ندوة سياسية بعنوان (لن نكون ألعوبة بيد الغرب)، أقامها حزب العمال الشيوعي في هنغاريا في مقره بالعاصمة الهنغارية بودابست، بالتنسيق مع (منتدى من أجل سورية) نهاية الشهر الماضي أن سورية تتعرض لهجمة أطلسية وقد انتقد رئيس الحزب جولا ثورمر قيام السلطات الهنغارية بإغلاق مقر السفارة السورية في العاصمة الهنغارية واعترافها بائتلاف الدوحة ممثلاً للشعب السوري، معتبراً أن هذا الموقف منصاع لقرارات الاتحاد الأوربي ،كما عرض الصحفي غابور بينيوفسكي فيلماً بعنوان (ارفعوا أيديكم عن سورية)، قام بتصوير جزء منه لدى زيارته لسورية العام الماضي ثم عرضت نائبة رئيس الحزب جوجانا فوغاراشي رؤية حزب العمال الشيوعي الهنغاري لحل الأزمة السورية.

سلوفاكيا:

أكد الحزب الشيوعي السلوفاكي أن فرنسا تمارس سياسة ازدواجية المعايير بمكافحتها الإرهاب في مالي ودعمها له في سورية. مشيراً إلى أن فرنسا تقوم منذ فترة بدعم المجموعات الإرهابية المسلحة في سورية، في حين تزعم الآن أنها تقوم في مالي بمحاربة هذه المجموعات نفسها وأوضح نائب رئيس الحزب جلال سليمان في مقالة له نشرها على موقع الحزب الإلكتروني أن فرنسا تقوم علناً بدعم المجموعات الإرهابية المسلحة في سورية تحت مسميات وذرائع مختلفة ،وختم سليمان مقالته بالقول: إن كفاح فرنسا المزعوم ضد الإرهاب هو ذريعة لتأمين الوجود العسكري الدائم لها في مالي والمنطقة.

اليونان:

أصدر المكتب الإعلامي للجنة المركزية للحزب الشيوعي اليوناني بياناً أدان فيه ترحيل السفيرة السورية في اليونان من قبل الحكومة اليونانية ،واعتبر البيان أن هذه الخطوة تتماشى انصياعاً مع موقف كلٍّ من الاتحاد الأوروبي والمخططات الإمبريالية في المنطقة هذا وتندرج ممارسة الحكومة اليونانية الخطرة المذكورة  في سياق اعترافها بقوى معارضة النظام الصديقة للإمبريالية كتنظيم القاعدة وغيرها من المستوردين باعتبارهم  «ممثلين شرعيين» للشعب السوري .إن عملية الترحيل المذكورة تبرز أمام الطبقة العاملة والشرائح الشعبية الفقيرة ضرورة وعيها لحقيقة أن خياطة وتفصيل كل من «الشرعية» و«القانون الدولي» على حد السواء في ظروف الإمبريالية هو جارٍ على «مَقاسِ» الاحتكارات الكبرى.