معارضة لاتينية متزايدة للتدخل العسكري في ليبيا
شهدت دول أمريكا اللاتينية في الأيام الأخيرة، موجة متنامية من المعارضة للتدخل العسكري في ليبيا، وذلك على ضوء عدم وضوح الهدف من الهجمات التي تشنها القوات الغربية بزعامة الولايات المتحدة أولاً، ثم بقيادة حلف شمال الأطلسي اعتباراً من 30 الجاري. وصرحت رئيسة البرازيل أن هذا التدخل بحجة حماية المواطنين المدنيين، يتسبب الآن في مقتلهم.
وكانت البرازيل قد امتنعت عن التصويت في مجلس الأمن على قرار استخدام «كافة التدابير الضرورية» للحد من العنف في ليبيا. والآن، طالبت رئيستها ديلما روسيف بوقف إطلاق النار على الفور، مؤكدة أن هذا التدخل العسكري قد أسفر عما كان يُخشى منه، أي سقوط ضحايا مدنيين بدلاً من حمايتهم.
وصرحت وزارة خارجية البرازيل في بيان أخير أن «الحكومة البرازيلية، إذ تأسف للخسائر في الأرواح نتيجة الصراع في هذا البلد (ليبيا)، تترقب تنفيذ وقف إطلاق النار فعلياً وفي أقرب وقت ممكن، بشكل يمكن من ضمان حماية الأهالي المدنيين وخلق الظروف المواتية لمعالجة الأزمة من خلال الحوار».
وأضاف البيان أن «البرازيل تكرر تضامنها مع الشعب الليبي في البحث عن مزيد من المشاركة في تحديد مستقبل البلاد السياسي، في مناخ من حماية حقوق الإنسان».
ونسبت وسائل الإعلام البرازيلية هذا البيان إلى اتفاق خلف الكواليس بين دول مجموعة «بريك» التي تضم البرازيل، الصين، الهند، وروسيا وهي الدول التي امتنعت، بالإضافة إلى ألمانيا، عن التصويت لمصلحة قرار مجلس الأمن رقم 1973.
أما الأرجنتين المجاورة، فقد بدأ موقفها من التدخل العسكري في ليبيا يتبلور الآن بعد أن تجنبت إصدار أي بيان رسمي في هذا الشأن، سواء بتأييد التدخل أو رفضه.
فصرح هيكتور تيميرمان وزير الخارجية الأرجنتيني، في موقعه على شبكة «تويتر» يوم 28 الجاري، أن «الوسائل الدبلوماسية المتاحة لم تكن قد استنفدت» لحظة البت في التدخل العسكري. ونبه إلى أنه كان ينبغي انتظار تقرير مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا قبل اتخاذ قرار بشأن عمل عسكري.
وأعربت حكومتا أوروغواي وباراغواي عن مواقف مماثلة لتلك التي أعلنتها البرازيل والأرجنتين.
وصرح رئيس أوروغواي خوسيه موخيكا، في مقابلة نشرتها صحيفة «لا ريبوبليكا» الوطنية أن «هذا الهجوم ينطوي على تقهقر في النظام الدولي الحالي». وأكد أن «العلاج أسوأ من المرض. ومقولة أن القصف بالقنابل ينقذ الأرواح، هو تناقض يستحيل تفسيره».
أما الدول الأعضاء في كتلة «ألبا» فقد تضامنت مع موقف رئيس فنزويلا هوغو شافيز، وأدانت بشدة التدخل العسكري الجوي، الذي تعزيه إلى مصلحة الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين في السيطرة على النفط الليبي ومنع توسع الحركات الثورية العربية.
ويذكر أن الدول الأعضاء في «ألبا» (البديل البوليفاري لشعوب أمريكتنا) هي فنزويلا، أنتيغوا وبربودا، بوليفيا،كوبا، اكوادور، دومينيكا، نيكاراغوا، وسانت فنسنت وغرينادين.
ويذكر أن تشافيز قد سعى قبل قرار مجلس الأمن، إلى تشكيل مجموعة من الدول الصديقة لبحث الوضع ميدانياً والتوسط بين الأطراف، وأدان علناً الهجوم العسكري، مكرراً مطلب السعي إلى حل دبلوماسي.
وصرح تشافيز أن «الإمبراطورية الأمريكية قد اتخذت القرار: الإطاحة بالقذافي... واغتنام حركات التمرد الشعبي». وأكد أن الغاية «ليست فقط إزالة القذافي، ولكن قتله»، مشدداً على أن فنزويلا ودول «ألبا» تطالب بوقف «العدوان على ليبيا وعلى أي دولة في العالم».
وتقف في القطب المعاكس، أي لمصلحة التدخل العسكري في ليبيا، كل من كولومبيا وبيرو وشيلي، والمكسيك أيضاً التي وجهت حكومتها «نداءاً إلى السلطات الليبية لوقف الخروقات الإنسانية الجسيمة وواسعة النطاق ضد السكان المدنيين، وعلى الفور».
(آي بي إس)