مادس جاكوبسين مادس جاكوبسين

لاحتواء روسيا: مناورات أمريكية على الجبهة الاسكندنافية

تقرر عقد قمة بين الولايات المتحدة وقادة الشمال في البيت الأبيض في العاصمة الأمريكية واشنطن يوم 13/4/2016، بحضور كل من الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، مع كل من رئيس وزراء الدنمارك والنرويج والسويد وأيسلندا، ورئيس فنلندا.

 

ستكون القمة فرصة بالنسبة للقوى الأطلسية المهيمنة للتشاور مع قادة الدول الاسكندنافية في المجال الأوروبي الذي يدعى «حافة الأرض» (مفهوم جيوسياسي يعتبر أن الدول كيانات حية وغير ثابتة، وتتغير حسب المصالح الجيوسياسية)، للتشاور حول قضايا مختلفة كالأمن الأوروبي، والتجارة عبر الأطلسي، فضلاً عن الإرهاب والتعصب الديني والبيئة والأمن النووي، وقضايا القطب الشمالي ومعالجة الهجرة وأزمة اللاجئين «بطريقة إنسانية ومنظمة».

تجدر الإشارة إلى أن للنرويج وفنلندا فقط حدوداً مشتركةً مع روسيا، في حين أن الدنمارك والسويد تحتلان موقعاً استراتيجياً عند مدخل بحر البلطيق. هذا وعرضت شبكة «RT» الروسية في شباط العام الحالي تقريراً أظهرت فيه أن «الناتو» يقوم بتخزين الدبابات ومختلف الأسلحة  في كهوف منطقة الحرب الباردة شمال النرويج، وبالقرب من حدود روسيا.

تتعدد مصالح الأطلسيين في القطب الشمالي، أولاً من حيث المنظور الجيوسياسي، وبناء القواعد العسكرية (وربما وضع أسلحة نووية)، وهناك سوف تضع الولايات المتحدة وحلفاؤها أسلحة استراتيجية وقريبة من روسيا. ثانياً، هناك محاولة للحصول على الموارد الطبيعية من القطب الشمالي، وأهمها النفط الذي يعتبر أمره حاسماً بالنسبة للاقتصاد الأمريكي. إنها لعبة محصلتها صفر، والهدف منها هو المطالبة بالمناطق الحيوية في القطب الشمالي قبل روسيا، وربما قبل الصين التي لديها فرصة لذلك.

علاوة على ذلك، فإن هذه الدول جميعها هي أعضاء في مجلس القطب الشمالي، لكن هذا سيسمح للولايات المتحدة بتجاوز روسيا التي هي عضو في هذا المجلس، وهي التي بنت مسبقاً في حقبة الاتحاد السوفييتي مجموعة من القواعد العسكرية في القطب الشمالي، كما بنت بعض القواعد الجديدة فعلاً.