!تشوركين في طريقه إلى الفيتو
نقلت العديد من وكالات الإعلام العالمية تفاصيل الجدل الذي دار بين مندوب روسيا في مجلس الامن فيتالي تشوركين ووزير خارجية قطرحمد بن جاسم والتي حسمها المندوب الروسي بتهديد حمد من مسح اسم قطر من خارطة العالم، فخلال المشاورات التمهيدية التي جرت بين الأطراف المختلفة في نيويورك حول سورية طلب رئيس وزراء قطر حمد بن جاسم لقاءً عاجلاً مع الجانب الروسي فيتالي تشوركين للتشاور وجرى اللقاء في صالة جانبية مخصصة للقاءات الوفود المشاركة، لبى السفير الروسي الدعوة وترك للداعي أن يبدأها بصمته «الروسي» المُعَبِر والابتسامة الخفيفة التي يتميز بها تلامذة «السيد لا» .
فاستهل حمد حديثه بالتعبير عن أهمية اللحظة التاريخية الحالية والموقف الروسي فيها الذي يثق (حمد) بأن «سورية والرئيس الأسد لا يحتاج فيها من الروس سوى إشارة حاسمة من خلال عدم استخدام الفيتو» وهو «أي حمد بن جاسم» يؤكد« على مسؤوليته» أن لا قرار متخذ للذهاب باتجاه التدخل العسكري وفي حال تم تمرير القرار فإن الدول العربية مستعدة عندها لإعادة النظر في خطط التسلح الخاصة بها والتي تبلغ الميزانية المرصودة لها في الأعوام المقبلة حوالي ١٠٠ مليار دولار، منها ١٠ مليارات جاهزة لشراء سلاح روسي بها، على أن تكون حصة روسيا لا تقل عن الثلث من مجمل مبلغ الـ ١٠٠ مليار دولار بينما لا تجني روسيا من صفقات الأسلحة مع سورية أكثر من مليار ونصف المليار دولار والكلام للشيخ حمد.
وإثر ذلك بدأ تشوركين رده بشكل فوري وقبل أن يسحب حمد أنفاسه وبشكل حاسم أجابه : أنا على ثقة أن تفسيركم للموقف الروسي خاطئ تماماً وأن من أوحى لك باستعداد روسيا لعقد صفقة على حساب علاقتها مع سورية واهم وغير مدرك للأبعاد الجيوسياسية للموضوع. وبالتالي فهذه الرشوة الواضحة بالنسبة لنا عرض غير مقبول، ولا يدخل في اطار حساباتنا السياسية.
فرد حمد بن جاسم قائلاً: إن الاستنتاج بأن طلبكم بافساح المجال لانتقال سلمي للسلطة في سورية كما يرد في متن القرار لن يرفض.
فقاطعه تشوركين : إن استنتاجاتكم خاطئة كتفسيركم السابق، فنحن لا نقبل أن يُعطى التدخل العسكري جسر عبور من خلال «تمرير القرار» وما حصل في ليبيا لم يكن في البداية متجهاً نحو التدخل العسكري لكنكم وحلفاءكم قفزتم فوق كل تفسيرات القرارات الدولية وخضتم معركة تدمير ليبيا لتنفيذ مخططاتكم ولكنكم الآن نسيتم أن آسيا ليست أفريقيا وأي قرار يمس التوازنات في آسيا لن نسمح به لأنه سيؤدي إلى استغلالكم له وتنفيذكم لمخطط تدمير قدرات سورية وعلى رأسها الجيش السوري الأمر الذي لن نسمح به بالتأكيد.
وحسب التسريبات الاعلامية، فإن حمد لم يتراجع أمام صلابة وحسم المندوب الروسي فأكمل هذه المرة بالمغريات من الداخل السوري عارضاً وشارحاً:
-أن برهان غليون مستعد لتوقيع ضمانات لروسيا بعدم خسارتها مواقع النفوذ على المتوسط ولا أي امتيازات لها موجودة في سورية.
فجاء الجواب من تشوركين على شكل سؤال: وهل وقعتم مع غليون اتفاقاً مشابهاً لما حصلتم عليه في ليبيا من حقوق للتنقيب عن النفط بالشراكة مع الأمريكيين والبريطانيين والفرنسيين أم كانت الصفقة أشمل وتضم خط الغاز الممتد من البحر الأحمر إلى حيفا – بيروت – فبانياس؟ أم أنكم مصرون على حمص لأن الخرائط الايرانية والروسية لأنابيب الغاز تمر فيها؟ ما رأيك أن نلعب البوكر مكشوفاً هذه المرة وانت كما أعلم لاعب بوكر محترف في كازينوهات نيويورك، ولنبدأ من صفقة غاز المتوسط الذي عرضت علينا«اسرائيل» أن نستلم شركات التنقيب عنه مقابل تبنينا لخرائطهم التي نعلم تماماً أنها متوفرة بكثرة في المنطقة اللبنانية – السورية والمناطق المتنازع عليها في المتوسط والأمريكان والأتراك كانوا أكثر وضوحاً وعرضوا علينا نفس الصفقة ولكنهم استبعدوكم منها لرفع حصتنا ورفضناها.
وحسب وسائل الاعلام أيقن حمد هنا فشل كل محاولات الرشوة فحاول انهاء اللقاء بموقف قوي قائلاً:«إذاً لم يعد من فائدة ترتجى من جلستنا وانتم مصرون على كسر القرار العربي وإعلان الحرب على العرب وقررتم أن تخسروا العرب وستدفعون ثمن هذا الموقف غالياً»
فوقف تشوركين قبل أن يقف حمد منهياً الجلسة، واضعاً يده على كتف حمد قائلاً :لديّ اجتماع مع مندوب سورية لتنسيق المواقف، ولكن أريد أن أذكرك فقط أن دولتكم لم تكن موجودة على الخارطة يوم كانت أساطيل روسيا تجوب الخليج قبل مئتي عام وتذكروا أن التاريخ يعيد نفسه أحياناً على شكل مهزلة فلا تكونوا أبطالاً كوميديين لأن لامجال للضحك في الدراما الجارية حالياً. قال تشوركين كلمته وأكمل سيره واثقاً .. نحو الفيتو ..