عيد العمال يوم للاحتجاج والتظاهر بامتياز: المظاهرات تعم عواصم الدول العربية والعالمية رفضاً للسياسات الليبرالية

عيد العمال يوم للاحتجاج والتظاهر بامتياز: المظاهرات تعم عواصم الدول العربية والعالمية رفضاً للسياسات الليبرالية

عمت المظاهرات عواصم الدول الأوروبية خلال الاحتفال بعيد العمال، والذين خرجوا رفضاً للبطالة، ولإجراءات التقشف الاقتصادي، التي تتبعها الحكومات الاوربية على خلفية الازمة الاقتصادية التي تعصف بالمراكز الرأسمالية، واحياء للتقاليد الكفاحية للطبقة العاملة الاوربية في الاحتفال بهذا العيد الكفاحي، والمميز في هذه التظاهرات والقاسم المشترك بين اغلبها هو شعار العمل من أجل نظام بديل في اشارة الى افلاس النظام الرأسمالي وعدم قدرته على التناقضات البنيوية العميقة فيه.

فقد خرجت مظاهرات حاشدة في نحو 80 مدينة اسبانية على خلفيات وصول نسبة البطالة إلى مستويات قياسية، حيث رفع آلاف المتظاهرين وسط العاصمة مدريد شعار «العمل، الكرامة، الحقوق... يريدون تدمير كل شيء»، واحتج المتظاهرون على اقتطاعات الموازنة، وعلى خطة إصلاح العمل التي أقرتها الحكومة في شباط الماضي، ومن «محاولة للتوجه نحو عالم من العبيد».

وقالت المتظاهرة جوزيفا مارتينيز فرنانديز (51 سنة) «لدي ابنتان عاطلتان عن العمل: «لقد سرحوا شباناً امتلكوا وظائف». اما لورنزو مارتن ريبيرا (65 سنة) الذي يملك مطبعة فصرح» «املك بالكاد موارد العمل».

وفي اليونان التي تشهد إجراءات تقشف أكثر قسوة فرضها دائنو البلاد، خرجت مظاهرات شارك فيها الآلاف اليونانيين اغلبهم من الناشطين الشيوعيين في تظاهرات في اثينا ومدن أخرى، وقالت الشرطة أن أكثر من 18 ألف شخص تظاهروا في مختلف أنحاء البلاد، ورفعت لافتة رئيسية خلف المنصة المنصوبة في ساحة كوتزيا في وسط اثينا «لا احد لوحده، كلنا معا وسننجح». ورفعت لافتات كتب عليها «لتسقط عدالة الأسواق» و«عاقبوا أحزاب التقشف».

وفي البرتغال، انضم عشرات الآلاف إلى التجمعات في العاصمة لشبونة ومدن رئيسية أخرى، وتظاهر الاتحاد العام لعمال البرتغال الذي رفض التوقيع على معاهدة في شأن إصلاحات سوق العمل، والذي تتطلبه خطة الإنقاذ الخاصة بالاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي بقيمة 78 بليون دولار في وقت سابق من السنة الحالية، تحت شعار «لا للاستغلال والإفقار. معاً لتغيير السياسة».

تظاهرات بالبلدان العربية
شهدت العديد من الدول العربية مظاهرات حاشدة بمناسبة الاحتفال بعيد العمال العالمي، طالبت بإنصاف العمال، ومنحهم حقوقهم، وانتقدت السياسات الاقتصادية الليبرالية التي تنتهجها حكومات تلك البلدان..

 
لبنان:
فقد احتفل عمال لبنان بعيدهم بالتزامن مع تفاقم الوضع الاقتصادي والمعيشي، حيث انطلقت تظاهرة حاشدة للحزب الشيوعي من ساحة البربير، واتجهت إلى السراي الحكومي، بهتافات ضد الحكومة والنواب، وانتهت بكلمة للأمين العام للحزب خالد حداده شدد فيها على أن «عجز الحكومة والمجلس النيابي عن توقيع موازنة للبلد يحتم عليهما الاستقالة»..

 

عشرات الآلاف في تونس :
تظاهر عشرات الآلاف التونسيين وسط العاصمة احتفالا بعيد العمال العالمي، وشارك في المظاهرات غالبية الأحزاب السياسية والمنظمات والجمعيات الأهلية، إلى جانب المنظمات النقابية الثلاث، ونظم الإتحاد العام التونسي للشغل -الذي يُعتبر أعرق وأكبر منظمة نقابية في تونس - مظاهرة حاشدة بشارع الحبيب بورقيبة وسط تونس العاصمة بمشاركة العديد من أحزاب اليسار والوسط.

ورفع المشاركون في المظاهرة شعارات تدعو إلى الوحدة الوطنية، وأخرى منددة بالعنف والتطرف، منها» عاش عاش الإتحاد اكبر قوة في البلاد»، و»لا للعنف ولا للتطرف»، و»شغل حرية كرامة وطنية»، كما تم رفع شعارات مناهضة للحكومة المؤقتة الحالية برئاسة حمادي الجبالي أمين عام حركة النهضة الإسلامية، منها»يا حكومة عار عار بعت تونس بالدولار»،و»يا حكومة عار عاروالمناجم شعلت نار».

 وفي اليمن:
خرجت في اليمن تظاهرات للمطالبة بتحسين الرواتب، وانتقد العمال الوضع بتأكيدهم أن «العمالة اليمنية محبطة، فهي في أسوأ أحوالها في ظل التدهور الاقتصادي الذي تعجز الحكومة الانتقالية» ما يجعل عيد العمال يوماً رمزياً للاحتجاج والاعتصام وليس للاحتفال، وأكد المحتجون أن «العمال شاركوا في الثورة التي أطاحت بنظام علي عبدالله صالح لتحسين أوضاعهم المعيشية، لكنهم لم يجنوا من ورائها سوى المزيد من الأزمات الاقتصادية».

 

 وفي فلسطين:
 وفي فلسطين، تظاهر مئات العمال في الضفة الغربية وغزة بمناسبة اليوم العالمي للعمال مطالبين بإقرار نظام لحماية حقوقهم ووضع حد أدنى للأجور إلى جانب الحد من معدلات البطالة القياسية.

 

 وفي ليبيا:
أحيت ليبيا للمرة الأولى ذكرى عيد العمال العالمي، وذلك عقب الإطاحة بنظام معمر القذافي الذي كان قد منع إحياء هذا العيد، فيما خلت البلاد من أي مراسم للاحتفال..

 

 وفي موريتانيا:
 تظاهر عشرات الآلاف من العمال الموريتانيين مطالبين برفع الأجور وتسوية المظالم العالقة مع أرباب العمل، وخفض الأسعار والدخول في حوار جاد مع الشركاء الاجتماعيين.

 

أما في مصر:
فقد نظم مئات العمال من القاهرة والمحافظات عدة مظاهرات من أمام اتحاد النقابات المستقلة إلى مقر مجلس الشعب، احتجاجاً منهم على مناقشة المجلس لقانون الحريات النقابية الذي يعتبرونه لا يلبي حقوقهم وحرياتهم النقابية.
وفي العراق: قام عمال العراق وبعض الجهات السياسية بالاحتفال بالمناسبة وسط العاصمة بغداد. وطالب العمال الذين شاركوا بالمظاهرات بسن قوانين تنصفهم، وترفع من مستواهم المعيشي، وطالبوا الحكومة إصلاح القطاع العام وعدم إلغائه كما يطالب البعض.
وفي فلسطين: كما تظاهر مئات العمال الفلسطينيين في الضفة الغربية وغزة بالمناسبة مطالبين بإقرار نظام لحماية حقوقهم، ووضع حد أدنى للأجور إلى جانب الحد من معدلات البطالة القياسية.وردد مئات العمال، الذين اعتصموا قبالة نقابة مقر اتحاد نقابات عمال فلسطين في مدينة نابلس شمالي الضفة الغربية، هتافات تطالب بتوفير فرص العمل ورفع الأجور وتخفيض الضرائب الحكومية، وطالب المتظاهرون بإقرار قانون للضمان الاجتماعي ووضع نظام يكفل حقوقهم الاجتماعية والنقابية والحد الأدنى للأجور في مواجهة تصاعد معدلات غلاء المعيشة..

 

أما في آسيا
أما في آسيا، فقد نظم آلاف العمال الفلبيني في جميع أنحاء شوارع بنوم مظاهرات حاشدة للمطالبة برفع الأجور و تحسين ظروف العمل، وذلك بالتزامن مع الاحتفال بعيد العمال، وشارك نحو 6000 عامل في المظاهرة على ضفاف النهر في العاصمة الكمبودية، كما شارك أكثر من ألف شخص في مسيرة عيد العمال في هونغ كونغ مطالبين بزيادة الحد الأدنى للأجور الذي جرى تطبيقه قبل عام، ودعا المشاركون في المظاهرة التي نظمها اتحاد نقابات العمال، إلى رفع الحد الأدنى للأجور من المستوى الحالي.

 

 

في روسيا
خرجت مظاهرات حاشدة في روسيا، شارك فيها الرئيس المنتخب فلاديمير بوتين والرئيس المنتهية ولايته دميتري ميدفيديف في العاصمة موسكو بمناسبة عيد العمال العالمي إلى جانب 150 ألف من أنصارهم، وأغلب المشاركين في المظاهرة أعضاء بنقابات العمال المحلية أو من حزب روسيا الموحدة الحاكم.
وجاء في بيان لحزب روسيا الموحدة إن نحو 220 ألف شخص شاركوا في مظاهرات عيد العمال في أقصى شرق البلاد إضافة إلى مظاهرات مماثلة حالية أو مخطط لها في الأقاليم الواقعة بوسط وغرب البلاد.

 

وفي تركيا
تجمع عشرات الآلاف من المتظاهرين في ساحة تاكسيم على الضفة الأوروبية لمدينة اسطنبول، فيما استنفرت الشرطة 20 الفاً من عناصرها لضمان أمن التجمع، وحدثت مواجهات بين الشرطة التركية والمتظاهرين مما أدى لمقتل نحو 10 أشخاص قبل 35 عاما.