بيان الجبهة العمالية الشعبية الوطنية

كانت الطبقة العاملة المصرية ومعها الفلاحون هى الحاضرة بقوة لهدف صنع التغيير الثوري في الوطن. ليس فقط لكونها التي تعرضت لأقسى استغلال وقمع وتجويع من الطبقة الرأسمالية المهيمنة، ولكنها أيضا صاحبة الدور الرئيسي في نهوض البلاد وتقدمها وبناء اقتصادها، وفى الدفاع عن الوطن وحريته خلال عقود من الزمن. وحصلت على مكتسبات واسعة، لكن الرأسمالية المستبدة ضيعت كل ذلك من أجل مصالحها الأنانية، وهو ما دفع الطبقة العاملة إلى خوض نضال مديد طوال العقود الأربعة الماضية من أجل وقف التردي فى أوضاع الوطن والشعب واسترداد ما ضاع.

في السنوات الأخيرة، خاضت الطبقة العاملة أوسع حركة إضرابية في تاريخ المنطقة من أجل حقوقها وحقوق الشعب والوطن، وهو ما مهد وصنع المناخ لانفجار الثورة فى 25 يناير 2011
كما كانت الحركة الإضرابية الواسعة في أهم المراكز العمالية في مصر قبيل تنحى مبارك في تلازم مع موقف قواتنا المسلحة المصرية هو ما أجبر مبارك على التنحي.
لقد كانت الطبقة العاملة هي صاحبة الفعل الثوري الرئيسي. غير أن النخبة السياسية ركبت الموجة الثورية وقامت بطمس دور الطبقة العاملة ومطالبها العادلة بهدف السطو على الثورة وسرقتها وإجهاضها.
لقد تمت سرقة البرلمان بمجلسيه في غياب كامل لأية برامج لأحزاب النخبة السياسية المدنية، تطرح فيها رؤيتها للأهداف الوطنية والاجتماعية والاقتصادية والديمقراطية ذات الطبيعة الشعبية، وانهمك الجميع في مساومات من أجل اقتسام كعكة الوطن دون اكتراث بالمصالح العليا لمصر وشعبها.
استمـر هذا الأمر بالنسبة لانتخابات رئاسة الجمهورية، حيث لم يطرح أي من المرشحين أهداف الثورة بالنسبة للعدالة الاجتماعية وعودة الحقوق المغتصبة إلى الكادحين وهم الغالبية الساحقة من المصريين أو بالنسبة للحقوق الديمقراطية للطبقة العاملة المصرية والفلاحين الفقراء. أو بالنسبة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية وبناء اقتصاد منتج بديلا عن الاقتصاد الريعي وما جلبه من خراب، بل يعمل الجميع دون مواربة على إقصاء الطبقة العاملة والقوات المسلحة المصرية من المعادلة السياسية وإبقاء هيمنة الطبقة الرأسمالية المستبدة المتوحشة، أي إحلال استبداد واستغلال وإفقار محل استبداد واستغلال وإفقار. بل وتكريس هيمنة تيار الإخوان المسلمين والسلفيين واستيلائهم واستلابهم للدولة المصرية رغم كونهم يتبنون سياسات النظام القديم نفسها.
إن الطبقة العاملة تناشد كل أبنائها وكل فلاحي وكادحى مصر بأن يتخذوا موقف الرفض العلني لهؤلاء المرشحين خاصة أصحاب السوابق الجنائية والمزورين وكل من يتبنون برامج وسياسات النظام القديم. وكل من يهددون باستخدام العنف للوصول للسلطة واستلاب الدولة المصرية والاستئثار بثروات البلاد أيا كانت الشعارات الزائفة والمخادعة التى يستخدمونها.
إن موقفنا يتحدد بتأييد من يقف مع الوطن والشعب والحقوق والأهداف الوطنية والاجتماعية والاقتصادية والديمقراطية والوقوف بحسم ووضوح ضد من يخالف هذه الأهداف بشكل واضح أو مستتر مخادع.
وختاما، فإننا نطالب المجلس الأعلى للقوات المسلحة باتخاذ الإجراءات الملائمة لحسم الموقف وصد هجمة القوى الظلامية على البلاد حفاظا على مستقبل الوطن والشعب. ودرءا للفتن والفوضى ووقوع البلاد في قبضة هذه القوى التي تساندها الامبريالية والصهيونية والرجعية، والعمل على صياغة مشروع نهضة حقيقية تقوم على التحرر الوطني والعدالة الاجتماعية والديمقراطية للشعب.
إننا نقف بحسم مع جنود مصر حفاظا على الوطن وكيان الدولة ومصالح الشعب الكادح.

 

القاهرة - الثلاثاء 17 أبريل 2012

الجبهة العمالية الشعبية الوطنية