لغة «الوعيد» الأمريكي في الحوار مع الصين..!؟
بدأت يوم الثلاثاء 24-6-2015 الجولة السابعة، من الحوار الاستراتيجي والاقتصادي، والجلسة السادسة للتبادلات الشعبية، بين الصين والولايات المتحدة في واشنطن، وذاك في إطار التمهيد للزيارة المرتقبة للرئيس الصيني إلى البيت الأبيض.
جو بايدن نائب الرئيس الأمريكي، أعرب عن اعتقاده: بأن حالة المجتمع الدولي تتوقف على قابلية الولايات المتحدة والصين، للتعاون بصورة ناجحة في حل المشاكل المشتركة. ومع ذلك، لم يرجح بايدن في افتتاح الجولة السابعة للحوار الاستراتيجي، أنه قد لا يتمكن البلدان من حل خلافاتهما خلال اللقاءات. وفي ختام كلمته عبر بايدن عما أسماه، قلق بلاده من متطلبات بكين، في بحر الصين الجنوبي، وكذلك من أمنها الإلكتروني، بعد هجمات واسعة على الشبكة الإلكترونية الخاصة بالحكومة الامريكية، والتي يقول مسؤولون أمريكيون: أن متسللين صينيين يقفون وراءها.
البنتاغون يحذر
«الصين تسد الفجوة التكنولوجية بسرعة»، هذا ما جاء على لسان نائب وزير الدفاع الأمريكي، حيث صرح روبرت وورك: أن بكين تبذل جهوداً حثيثة لتجاوز التفوق العسكري الأمريكي في الجو والفضاء، وأنه يتوجب على الولايات المتحدة الأمريكية، البحث عن تقنيات وأنظمة جديدة، لكي تبقى متقدمة على منافستها التي تتطور بسرعة، مشدداً في الوقت ذاته على أهمية العلاقات الجيدة مع الصين..!
الصراع مع بكين
ترى الولايات المتحدة في الصين عدواً ومنافساً بالغ الخطورة، فالحملة التي يقودها الرئيس الصيني شي جين بينغ في أوروبا، لدعم خططه في توسيع بنك التنمية في البنية التحتية، يخيف واشنطن ويرعبها، وهي التي تعلم جيداً أن صعود ممول دولي كبير مدعوم بقوة عسكرية وتكنولوجية ومتحالف ضمن مجموعة بريكس، مع مجموعة من الدول العظمى، سيعني انحسار الدولار إلى أدنى حدود تأثيره فعلياً، ضمن التوازنات الجديدة. ولذلك تعيد وتكرر القنوات الإعلامية الأمريكية السائدة: أن حرباً ستقع بين البلدين، ووصل ذلك حتى إلى برامج الرسوم المتحركة الأمريكية التي باتت تتحدث عن احتمالات «اعتداء صيني على أمريكا»..!
المشاغلة بالتوتير المحيطي
على الرغم أن شكل تفاعل العلاقات، بين واشنطن وبكين، لم يصل إلى ذلك المستوى من العدائية السافرة، كما هو حال واشنطن مع موسكو، إلا أن أشكال الضغط والتدخل الأمريكي غير المباشر لم تتوقف تجاه الصين، بدءاً من الحديث المفرغ من مضمونه الاقتصادي الاجتماعي، عن حقوق الإنسان، مروراً بقضية تايوان وعلاقتها بالأرض الأم، وصولاً إلى الأحداث الأمنية المباشرة، حيث قتل مؤخراً 15 عسكرياً صينياً، إثر هجوم شنة مسلحون، يعتقد أنهم من الأويغور الانفصاليين المدعومين من واشنطن، على نقطة تفتيش للشرطة في غرب البلاد، في هجوم غير مسبوق، رغم أن النزاع الداخلي في ذلك الإقليم مستمر من ثلاث سنوات.
الثابت، أن تلك الأشكال الأمريكية من الضغوط والابتزاز باتت تقليدية، وقابلة للاحتواء من الخصوم الاستراتيجيين، في بكين وموسكو، ولكن الجديد الذي يشق طريقه، هو: أن قاطرة بريكس لم تعد تكتفي بالدفاع، بل تنتقل لأشكال من الهجوم الذكي، بهدف إعادة التوازن العالمي، كمرحلة ضرورية لانتقال مركز الثقل الجيوسياسي الدولي نحو الشرق، رغم مقاومة الغرب بطابعه الإمبريالي.