اليمن بين مسارين
في الوقت الذي تتواصل فيه المعاناة الإنسانية في اليمن، جراء التدخل العسكري بقيادة سعودية، وتحت العباءة الأمريكية، تنحو الأزمة اليمنية للولوج في تجاذب مسارين دوليين يؤثران بتصاعد في تحديد نتائجها.
لم يفلح التدخل العسكري في اليمن، تحت اسم «عاصفة الحزم»، بتحقيق أي تأثير جدي على الأوزان الإقليمية والدولية، حيث بقي التدخل العسكري هذا في إطاره الإجرائي العملياتي في حالة مراوحة في المكان، لم يفاقم سوى مشاكل اليمنيين ولم يضاعف سوى أرقام الضحايا من المدنيين والعسكريين.
في هذا السياق، عاشت أزمة اليمن خلال الأسبوع الماضي تجاذباً بين مسار الحل، الذي عبرت عنه مجموعة من الدول، كروسيا والصين والجزائر ومصر، ومسار تشريع الحرب الذي لجأت إليه أمريكا ودول الخليج في محاولة منها لاكتساب قرار صادر من مجلس الأمن يضيف نوعاً من «الشرعية» على تدخلاتها العسكرية السافرة في اليمن.
فيما شهدت «عاصفة الحزم» تخلخلاً في بنيانها الأول، عبر عن نفسه أولاً: بالخطاب الرسمي المصري الذاهب إلى تغليب الحلول السياسية في اليمن على حساب «الحلول» العسكرية، وثانياً: عبر رفض البرلمان الباكستاني مشاركة إسلام آباد في التحالف الذي تقوده السعودية، ما يجعل الأدوات الأمريكية وحيدة في حرب اليمن، ويؤكد على حقيقة الانفكاك الجاري عن المنظومة الإمبريالية الغربية، من باب الحفاظ على المصالح الاستراتيجية لبلدان العالم، لا سيما البلدان الأفقر منها.