أوباما ولافروف: خطابات على مستوى التناقض
في تصعيد دبلوماسي لافت، أعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما، في خطابه السنوي أمام الكونغرس الأمريكي يوم الأربعاء 21/1/2015، أنه «بفضل الولايات المتحدة تم عزل روسيا وتدمير اقتصادها. عندما كنا مع حلفائنا نعمل بجهد العام الماضي على فرض العقوبات، افترض البعض أن عدوان السيد بوتين مثال على المهارة الاستراتيجية والقوة، لكن أمريكا اليوم قوية وموحدة مع حلفائنا، في الوقت الذي أصبحت فيه روسيا معزولة واقتصادها في حالة يرثى لها».
وفي سياقٍ متصل، دعا أوباما الكونغرس للسماح باستخدام القوة في محاربة «داعش»، معتبراً أن الحملة التي يجريها «التحالف الدولي» بقيادة الولايات المتحدة في الأشهر الأخيرة في العراق وسورية «ناجحة». وحول العلاقة مع الصين، أكد أوباما عزم الولايات المتحدة «مواجهة الصين بشدة» في لعب الدور المؤثر في آسيا، قائلاً إنه «يجب أن نضع قواعدنا في التجارة الدولية لتوفير الظروف الملائمة للشركات الأمريكية»، وفي هذا السياق، دعا الكونغرس إلى منحه صلاحيات جديدة لدفع الاتفاقيات التجارية مع الدول الأوروبية والآسيوية.
وبالمقابل، وفي اليوم ذاته، اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال مؤتمر صحفي حول نتائج العمل الدبلوماسي الروسي في عام 2014 أن «فلسفة السياسة الخارجية لدى أمريكا عدوانية»، قائلاً إن خطاب أوباما يظهر أن الولايات المتحدة تريد الهيمنة، ولا تكتفي حتى بشغل المركز الأول بين دول متساوية. وأوضح أن الأمريكيين «انتهجوا نهج المواجهة، ولا يقدرون خطواتهم مطلقاً، وخطاب الرئيس أوباما يظهر أن أمراً واحداً في مركز فلسفتهم هو «نحن رقم واحد». وعلى الجميع فهم ذلك. هذا غير عصري إلى حد ما ولا يستجيب للواقع المعاصر».
وأضاف لافروف أن روسيا والولايات المتحدة تتحملان مسؤولية خاصة على الساحة الدولية، مشدداً على أن الحوار ممكن فقط على أساس المساواة ومراعاة مصالح الجانبين كليهما، مذكراً بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أكد بشكل جلي في رسالته إلى الجمعية الفيدرالية الشهر الماضي أن «روسيا لن تسير أبداً في طريق العزلة الذاتية والشك والبحث عن أعداء».
كما لفت إلى أن حلف شمال الأطلسي هو الآخر نحا نحو المواجهة مع روسيا، مشيراً إلى قرار الناتو المسيس بشأن تعليق التعاون العسكري والمدني مع روسيا. وقال: «كل المشاريع عملياً مجمدة، لكن ذلك ليس خيارنا»، مشيراً إلى أن كثيرا من التصريحات تتناهى إلى موسكو من الشركاء الغربيين بشأن ضرورة مواصلة عزل روسيا، مشدداً على أن جميع هذه المحاولات لا جدوى منها.
إلى ذلك أكد لافروف أن «روسيا ستستغل فترة رئاستها لمنظمة شانغهاي للتعاون ومجموعة بريكس في عام 2015 لمنح نشاط التشكيلين نبضاً جديداً». وشدد الوزير على أهمية الاتفاقات في المجال الاقتصادي في إطار مجموعة «بريكس»، واصفاً كذلك توقيع اتفاق الاتحاد الاقتصادي الأوراسي بالخطوة الكبيرة «نحو تعزيز التكامل في فضاء الاتحاد السوفيتي السابق».