عمليات مطار دونيتسك تعرقل مساعي السلم

عمليات مطار دونيتسك تعرقل مساعي السلم

دخلت المعارك المتجددة في مطار دونيتسك أسبوعها الثالث على التوالي، لتهدِّد بتقويض حالة الهدنة ووقف إطلاق النار التي توصلت قوى السلم لها بشق الأنفس في أيلول 2014، واضعة بنود اتفاقية «مينسك» حول إيجاد تسوية للأزمة الأوكرانية على المحك.

سبَّب هذا التصعيد من القوات الأوكرانية حول مطار دونيتسك، المزيد من التدهور في الوضع، ما أدى إلى خسائر فادحة في الأرواح ومعاناة المدنيين والعسكريين على حد سواء، في سياق محاولات حكومة كييف، ومن ورائها الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي، لإدامة الحريق الأوكراني، ولكن بما يجعلهم يدخلون في مواجهات عسكرية لا تنتهي لمصلحتهم.
وفي تطور ميداني آخر وصف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قصف موقف الحافلات في دونيتسك بأنه جريمة ضد الإنسانية واستفزاز يهدف إلى تقويض جهود «رباعية النورماندي» الرامية إلى تسوية الأزمة الأوكرانية.
جهود روسية مستمرة
وبتاريخ 15/1/2015، أرسل الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين رسالة إلى الرئيس الأوكراني، بيترو بوروشينكو، تضمنت اقتراحاً بالبدء فوراً، وبأقصى سرعة، بسحب الآليات والأسلحة الثقيلة من الطرفين، كما أنها «تضمنت جدولاً يوضح المواعيد، والإجراءات التي سيتخذها كل طرف لسحب الآليات والأسلحة الثقيلة والصواريخ، حسب ورقة العمل المعلنة في 13/11/2014.
وجاء بيان وزارة الخارجية الأوكرانية، في 18/1/2015، ليوافق على الاقتراحات، بينما على الأرض، واصلت القوات الأوكرانية التصعيد وقصفت بالمدفعية والقذائف الصاروخية مدن وبلدات دونيتسك ولوغانسك وفوغلغيرسك وكراماتورسك وأباكوموفو وشاختيورسك. كما استمرت المعارك الضارية حول مدينة كراماتورسك، استخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة الثقيلة.
غايات غربية
في هذا السياق، ذكر السكرتير الصحفي للرئيس الروسي في حديثه إلى «صوت روسيا» في 21/1/2015 بأن الغرب يحاول استغلال الصراع في جنوب شرق أوكرانيا، حيث تواصل العاصمة كييف حملتها العسكرية على مناهضي الانقلاب الذي وصل عبره موالون للغرب إلى السلطة الأوكرانية، بهدف «إسقاط الرئيس الروسي فلاديمير بوتين» فيما عبّر دميتري بيسكوف، الناطق باسم الرئاسة الروسية، في حديث لصحيفة «أرغومينتي إي فاكتي»، عن اعتقاده بأن الغرب «لن يتركنا وشأننا»، بل سيواصل حملته على روسيا التي لا يريدها (الغرب) قوية، سيدة، متحججاً بذرائع شتى، مثل الأزمة الأوكرانية التي فجّرها انقلاب كييف.
يذكر أن الطرفين المتنازعين في أوكرانيا، سلطات كييف الحالية وقوات الدفاع الذاتي في شرق أوكرانيا، كانا قد توصلا إلى هدنة بوساطة روسيا ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا في مينسك، بتاريخ 9 أيلول من العام الفائت، تقضي بوقف إطلاق النار والاتفاق على خط تماس وتبادل أسرى وإيصال مساعدات إنسانية للمتضررين شرق البلاد. ومع أن خروقات كثيرة شهدتها أوكرانيا، إلا أن الطرفين والمراقبين الدوليين كانوا يقرون بثبات الهدنة بشكلها العام، وفق اتفاقية مينسك. ويأتي التصعيد الحالي من سلطات كييف ليضع على المحك العملية السلمية واتفاقيات مينسك للتوصل إلى حل دبلوماسي لهذه الأزمة، عبر الحوار بين طرفيها، الشيء الذي نادت به موسكو مراراً.