النظام التركي العين على الدرع.. والدموع لفلسطين

كان يرتبط وزن تركيا، بوصفها دولة في حلف شمال الأطلسي «الناتو»، بدورٍ وظيفي معين فهي العصا الثانية لـ«شرطي العالم» الأمريكي الإمبريالي في المنطقة بعد الكيان الصهيوني، وشنت العديد من الحروب على شعوب المنطقة آخرها التدخل العسكري المباشر وغير المباشر ضد سورية.

ارتباط عضوي لا يخفيه «غبار فلسطين»

يرتبط النظام التركي بالكيان الصهيوني عبر علاقات اقتصادية وعسكرية، حيث بلغ حجم الصادرات التركية إلى «إسرائيل» عام 2013 ما يقارب 2.65 مليار دولار، أي ضعفي صادراتها إليها عام 2004، وكذلك ارتفاع حجم الواردات إلى 2.4 مليار دولار أي ثلاثة أضعاف ما كانت عليه عام 2004. وكذلك صفقات السلاح المتبادلة، ومنها قيام تركيا بشراء أنظمة الدفاع التكنولوجية «الإسرائيلية» مؤخراً، بقيمة 632 مليون دولار، وطائرات بدون طيار من طراز «هيرون» بقيمة 183 مليون دولار ودبابات وطائرات حربية وتجهيزات أخرى بقيمة 680 مليون دولار.
تفضح هذه الأرقام الادعاءات الرسمية التركية التي تتظاهر بالدفاع عن الشعب الفلسطيني، فالأرقام هذه تعني أن أردوغان شريك في العدوان وإطلاق النار على الشعب الفلسطيني، دون أن يضغط على زناد البندقية أو ماسورة المدفعية أو مقود الطائرة الحربية بشكلٍ مباشر، وإنما عبر التحالف الاستراتيجي الوثيق بالإمبريالية والكيان الصهيوني.
في خدمة المركز الإمبريالي
ترسخ النظام التركي في موقعه الإقليمي هذا، بعد نقل مركز ثقل الدرع الصاروخي الأمريكي من تشيكيا، صاحبة العلاقات غير الإيجابية مع الروس، إلى تركيا التي تمثل استفزازاً أقل للروس، عام 2009 عقب لقاءٍ جمع أوباما وميدفيديف عام 2009. حيث تلا ذلك سلسلة من التخبطات الإعلامية حول مصير التنسيق بين الرادار التركي «كوريجيك» والرادار الصهيوني التابع للدرع الصاروخي الأمريكي، ورغم نفي المسؤولين الأتراك، فقد أكد عدة مسؤولين أمريكيين أن تنسيق المعلومات سيكون مستمراً بين النظام التركي و«إسرائيل» للوصول إلى أفضل أداء للدرع الصاروخية.
إذاً فتصريحات النظام التركي الجوفاء لها هدف آخر، وهي محاولة امتصاص حركة المقاومة الوطنية الفلسطينية، وتحويلها إلى حركة مساومة في عملية توزيع الأدوار بين «الكيان الصهيوني» الذي يشن الحرب، والنظام التركي الذي يحاول امتصاص المقاومة.
لكن حركة الواقع تقول عكس ذلك، حيث أكدت فصائل من المقاومة الفلسطينية، رغم اختلافها حول قضايا الإقليم، بأن العدو الصهيوني سوف يدفع ثمن جرائمه والحديث عن مساومة المقاومة على تسليم سلاحها هو كلام تافه ولا يرقى لمستوى الاهتمام أو الحديث عنه. لذلك فإن ظهور أردوغان وإطلاقه تصريحات وهو يلبس الكوفية الفلسطينية، إنما هو محاولة أخرى للطعن في ظهر القضية الفلسطينية.