المقاومة تواصل عملياتها... والعدو يتكبَّد النكبات
واصلت فصائل المقاومة الفلسطينية عملياتها العسكرية مكبدةً العدو الصهيوني خسائر فادحة على الصعيد العسكري والخدمي. عمليات عدة تمكنت فصائل المقاومة التعبير من خلالها عن مستوى التطور الذي طرأ في صفوفها خلال السنوات الماضية.
حتى ساعة إعداد هذا التقرير، وصلت أعداد القتلى في صفوف الكيان الغاصب إلى أكثر من 104، أما أعداد الجرحى فتجاوزت 213. أما على صعيد الخسائر المادية، فنجحت المقاومة الفلسطينية في عطب ثلاث طائرات استطلاع صهيونية، و29 دبابة عسكرية، بالإضافة إلى 14 ناقلة جند، و7 جرافات و7 جيبات عسكرية، حسب ما تناقلته وسائل الإعلام الفلسطينية. أما الضربة الكبرى، فتمثلت في تمكن «كتائب القسام» من أسر الجندي الصهيوني، شاؤول آرون، خلال المواجهات التي خاضتها الكتائب شرق حي التفاح، فيما لم يجد العدو بداً من كتم نجاح العملية، قبل أن تجبر مؤسساته ووسائل إعلامه على إعلان الخبر بعد يومين من وقوعه.
وبعد أن نجحت عدة صواريخ تابعة للمقاومة الفلسطينية بضرب أماكن قريبة من مطار «بن غوريون»، أعلنت أكثر من 14 شركة طيران عالمية إيقاف تسيير رحلاتها إلى فلسطين المحتلة. ما انعكس في حالة من الفوضى والتخبط التي عاشها الكيان، نتيجة للضربة التي تلقتها مطاراته. حيث اعتبرت صحيفة «هآرتس» الصهيونية أن «الأثر النفسي لقرار شركات الطيران الرئيسية سيكون كبيراً على «الإسرائيليين»، وستصيب تداعياته اقتصاد البلاد على المدى البعيد». وبالإضافة إلى ذلك، أعلنت العديد من جامعات الكيان الغاصب إيقافها للتعليم والامتحانات التي كان من المقرر إجراءها الأسبوع المقبل، لتلتحق بذلك بجامعة بئر السبع «بن غوريون» التي أوقفت التدريس منذ بداية الأسبوع الماضي.
وفي موازاة ذلك، رفض جنودٌ سابقون في جيش الحرب الصهيوني، الالتحاق بجيش العدو في إطار عمليات استدعاء جنود وضباط الاحتياط، في خطوة تعكس مدى سلبية الأثر النفسي التي عززها النجاح المستمر لفصائل المقاومة الفلسطينية.
وعلى إثر العدوان المتواصل على غزة، والمواجهات التي جرت في حي الشجاعية، واصلت أراضي الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948 احتجاجاتها الشعبية في وجه قوات العدو الصهيوني، ما أسفر عن اعتقال 637 متظاهراً منذ بداية الأحداث. ففيما خاضت مدن عدة في الضفة الغربية إضراباً تجارياً تخلله خروج مظاهرات عارمة على مدار الأسبوع الماضي، شهدت بعض مدن الضفة الغربية مواجهات عنيفة خلال التظاهرات المتضامنة مع قطاع غزة والداعمة لفصائل المقاومة فيها. وفيما اندلعت المواجهات المباشرة بين المتظاهرين الفلسطينيين وقوات العدو بالقرب من مصانع «جيشوري» غرب طولكرم، استمرت الاشتباكات والمظاهرات في مدن الخليل ونابلس وبيت لحم والخضر.
وشهت المدن والقرى الفلسطينية في الداخل يوم الاثنين الماضي إضراباً شاملاً، كما شارك نحو عشرين ألفاً في مظاهرة بمدينة الناصرة مساء الاثنين، انتهت باشتباكات مع الشرطة الصهيونية، في وقتٍ احتشد فيه عشرات الفلسطينيين على دوار المنارة وسط مدينة رام الله، رافعين لافتات تندد بالعدوان وتدعم المقاومة، حيث شارك العشرات من الطواقم الطبية في الوقفة، رافعين لافتات تضامن مع الطواقم الطبية في غزة، التي استهدفها جيش الاحتلال في غاراته المتواصلة على القطاع.