الشعب يريد سحب الاعتراف «بدولة إسرائيل»
تأتي الذكرى الثالثة والستون لجريمة احتلال فلسطين هذا العام وقد فتحت ثورة 25 يناير أمام الشعب المصري الآفاق لاستعادة الطريق الصحيح لمواجهة هذه الجريمة وارتباطها بكامل المشروع الاستعماري المشرع ضده وضد الشعوب العربية وتطلعها للتحرر والتقدم والديمقراطية. فالنظام السياسي الذي استطاع شعبنا إسقاط رأسه (مبارك) حتى الآن مثل أهم أعمدة سياسات التبعية والعمالة والخضوع للعدو الأمريكي– الصهيوني في منطقتنا،
وهي السياسات التي أفقرت شعبنا واستعبدته، وأهدرت استقلال بلادنا وكرامتها الوطنية، ومكنت للدعاية الاستعمارية الصهيونية المسمومة من تشويه حقائق الصراع العربي– الاستعماري الصهيوني، وحاولت إشاعة اليأس لقبول أمر واقع احتلال الكيان الصهيوني اللقيط لفلسطين ووهم تفوقه الدائم فضلا عن تسميم العلاقات بين شعبنا والشعب الفلسطيني البطل.
واللجنة المصرية لمناهضة الاستعمار والصهيونية، وهي تحيي شعبنا العظيم ونهوضه وصحوته ونضاله من أجل استكمال ثورته نحو تغيير النظام لبناء نظام بديل وطني ديمقراطي يضع في مقدمة أولوياته تحرير بلادنا من التبعية السياسية والعسكرية والاقتصادية للقوى الاستعمارية والخضوع للكيان الصهيوني كشرط ضروري مسبق لإقامة نظام ديمقراطي حقيقي يوفر حياة كريمة للشعب، فإنها تشدد على إعادة تأكيد الحقائق الأساسية الآتية:
1- المشروع الصهيوني باحتلال فلسطين وزرع دولة يهودية عنصرية استيطانية عدوانية توسعية على أرضها في قلب العالم العربي هو جزء عضوي من المشروع الاستعماري الأوربي الأمريكي للسيطرة على الشعوب العربية وثرواتها ومقدراتها، لتمثل قاعدة عسكرية متقدمة له للعدوان الدائم على شعوبنا وعرقلة بل ومصادرة كل إمكانية لانعتاقها من واقع التخلف السياسي والاقتصادي والاجتماعي.
2- لا سلام بالمنطقة ما بقيت «دولة إسرائيل» اللقيطة، فالشعب الفلسطيني المرابط لم ولن يكف عن النضال من أجل تحرير وطنه المغتصب وعودة المشردين من شعبه لديارهم، كما أن عقيدة الدولة الصهيونية المؤسسة على استمرار تدفق يهود العالم إلى فلسطين محدودة المساحة والثروات تستوجب لزوماً شروع الكيان الصهيوني في التوسع الدائم في أراضي الدول العربية المجاورة واحتلالها ما استطاع، وما شعار «من النيل إلى الفرات» إلا تجسيداً لهذا الهدف العدواني.
3- التوحد العضوي والمصير المشترك والكفاح المشترك للشعب الفلسطيني والشعوب العربية وفي مقدمتها الشعب المصري، والعلاقة المباشرة بين تحرير فلسطين وبين تحرر واستقلال مصر وغيرها من الدول العربية. فقد واكب احتلال فلسطين ضرب مصر وثورتها في 1956، 1967 ثم إخضاعها لعلاقات وأوضاع التخلف والتبعية للقوى الاستعمارية.
لنجعل من اندفاع طلائع شعوبنا العربية في مسيرات باتجاه فلسطين مع حلول الذكرى الأليمة لاحتلالها بداية انطلاقة جديدة على طريق التمسك الحازم بحق الشعب الفلسطيني في المقاومة والتحرير وإقامة الدولة الفلسطينية الديمقراطية المستقلة على كامل أرض فلسطين التاريخية، ونبذ ومحاصرة سراديب التفاوض و«التسوية» السياسية التي مكنت العدو الصهيوني من ابتلاع فلسطين وتهديد وإخضاع مصر والدول العربية، ورفض الاعتراف بشرعية «دولة إسرائيل» وإعداد بلادنا لإلغاء اتفاقيات الذل والعار في كامب ديفيد.
13/ مايو 2011
اللجنة المصرية لمناهضة الاستعمار والصهيونية