اليسار العراقي: برنامج الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير طريق سورية نحو النصر
حين اختارت الأحزاب والقوى والشخصيات اليسارية والقومية والوطنية الديمقراطية إقامة تحالف سوري وطني تحرري، أطلقت عليه تسمية جبهة التغيير والتحرير، فإنها تكون قد استشرفت آفاق الصراع في سورية، باعتباره سوف لن يتوقف عند حد مطاليب الحراك الشعبي المشروعة، بل ستتداخل فيه المسألة الاجتماعية والوطنية والقومية والأممية
واستندت في إعلانها هذا إلى خطاب سياسي معرفي قدم حلاً شاملاً ومبكراً للصراع، الحل الداعي إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية وفق برنامج إصلاحي يلاقي مطاليب الجماهير الشعبيىة الثائرة، وبالتالي يقطع الطريق على التدخلات الإقليمية والدولية المعادية للشعب السوري.
لم يتقدم النظام ولا خطوة واحدة جدية بهذا الاتجاه، واختار الحل العسكري سبيلاً للخروج من الأزمة، مما هيأ الأرضية لحمل السلاح من طرف الجماهير المحتجة دفاعاً عن النفس، ومع إقدام النظام السوري على خطوات إصلاحية بطيئة ومتأخرة دائماً عن عجلة تطور الأحداث، تمكنت الإمبريالية ورأس حربتها الكيان الصهيوني، من تدمير الحراك الشعبي السلمي وعسكرته بإدخال القوى الإرهابية الفاشية المدعومة بالسلاح والتمويل القطري السعودي والدعم اللوجستي التركي. وبذلك تم دفع الصراع بكل الاتجاهات المناهضة لتطلعات الشعب السوري في الحياة الحرة الكريمة، وكانت نتيجته المأساوية هي عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين وتشريد الملايين وتدمير الاقتصاد والبلاد.
وها هو الكيان الصهيوني يدخل على خط الأزمة مباشرة بتوقيت في غاية الحساسية، وبالوسائل العسكرية ويوجه الضربات إلى مواقع منتقاة في سورية، في خطوة تستهدف بالدرجة الأساسية، حسم حالة التردد في الإعلان عن خطة إنقاذ وطني للوصول إلى تسوية تاريخية تضمن التغيير السلمي في سورية من نظام الحزب القائد والزعيم الأوحد إلى النظام الوطني التحرري الديمقراطي. تحسم هذه الحالة العائمة الغارقة في دماء الشعب السوري لمصلحة الخيار الصهيوني التدميري، خيار قوى الإرهاب في المعارضة وقوى الفساد في النظام، ولتقطع بالتالي الطريق على الجهود المبذولة سورياً وإقليمياً ودولياً وتصفي خيار التسوية الوطنية التأريخية.
لم يعد أمام الخط الوطني في النظام السوري والمعارضة الوطنية السورية من مساحة للمناورة والتردد، فالخيار الوحيد الممكن راهناً، هو خيار تشكيل حكومة دفاع وطني تتبنى برنامج جبهة التغيير والتحرير، وبذلك يمكن تعبئة الشعب السوري بقواه الوطنية التحررية لخوض معركة التحرر الاجتماعي والوطني في آن واحد، ومن ثم تعبيد الطريق أمام الشعوب العربية والصديقة للمساهمة الحقيقية في هذه المعركة، باعتبارها معركة تحررية ضد الإمبريالية والصهيونية والأنظمة الخليجية العميلة، معركة تسقط المشروع والمخطط الصهيوني القاضي بإشعال حرب طائفية رجعية تفتت بلدان المنطقة إلى إمارات خاضعة للصهيونية العالمية.
النصر المحتم للشعب السوري الشقيق .. الهزيمة المنكرة للإمبريالية والصهيونية وأذنابها في سورية والمنطقة.
التيار اليساري الوطني العراقي
بغداد - العراق