عيد النصر على الفاشية.. وقائع ودلالات

عيد النصر على الفاشية.. وقائع ودلالات

حول مفهوم الفاشية

الفاشية والنازية تمثلان الوجه الأكثر قبحاً وبشاعة للإمبريالية، ويعرف قائد الثورة البلغارية الاشتراكية جورجي ديمتروف الفاشية بأنها الديكتاتورية الإرهابية السافرة لأكثر عناصر رأس المال رجعية وشوفينية وإمبريالية، وقد وصلت الأحزاب الفاشية إلى السلطة في عدد من البلدان الأوروبية عندما كان العالم الرأسمالي يعاني من أزمة دورية، لذلك فمن الطبيعي أن يصل إلى السلطة من يمثل مصالح أكثر الطبقات البرجوازية رجعية عشية الحرب العالمية الثانية، فالحرب هي الرئة الحديدية التي تتنفس منها الرأسمالية، وقد برز من زعماء الفاشية هتلر في ألمانيا وموسوليني في ألمانيا وفرانكو في إسبانيا وسالازار في البرتغال وغيرهم.

لن يمروا

الفاشية مسؤولة عن شن أكثر حروب الإمبريالية بشاعة وجنوناً بحق البشرية، وهي الحرب العالمية الثانية 1939 – 1945 التي راح ضحيتها 55 مليون إنسان عندما أعلن هتلر وحلفاؤه حربهم، واجتاحت الجيوش الفاشية كل أوروبا تقريباً وأجزاء من الهند الصينية وكوريا وأجزاء من الصين وإفريقيا وجزر المحيط الهادي والقسم الأوروبي من الاتحاد السوفييتي.

هذه الحرب المجنونة لم تمر دون مقاومة الشعوب للغزو البربري، فانتشرت حركات المقاومة الوطنية المسلحة في البلدان المحتلة بقيادة الأحزاب الشيوعية والقوى الديمقراطية الأخرى، وقد كتبت قائدة الشيوعيين الإسبان دولوريس أيباروري صيحتها الشهيرة « لن يمروا» داعية إلى مقاومة هذا الوحش الإمبريالي بالنار والحديد، وبالفعل أصبحت صيحة لن يمروا شعاراً للحرب الثورية المقدسة للشعوب ضد الفاشية.

دور الاتحاد السوفييتي

اليوم وبعد مرور 68 عاماً للانتصار على الفاشية تحاول وسائل الإعلام المختلفة تصوير الانتصار وكأنه من تحقيق الغرب الرأسمالي وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية، في محاولة لا أخلاقية لتشويه التاريخ الحقيقي للمناضلين وإخفاء الدور المحوري للاتحاد السوفييتي وقيادة الرفيق ستالين في هذا النصر.

قدم الشعب السوفييتي والحزب الشيوعي السوفييتي والجيش الأحمر السوفييتي 28 مليون شهيد في هذه الحرب، وكان يطلب من الغرب منذ بداية الغزو الألماني سنة 1941 فتح الجبهة الغربية ضد ألمانيا النازية لكن الغرب كان يماطل في العلن ويضمر الموافقة على غزو هتلر للاتحاد السوفييتي في السر، حيث اعتقد أنه ربما استطاع هتلر إسقاط الاتحاد السوفييتي وتحطيم دولة العمال والفلاحين، لكن هذه التصورات سرعان ما تبخرت عندما أثبت السوفييت قدرة عالية من الصمود والمقاومة بوحدة الشعب والجيش، وقام الجيش الأحمر البطل بتحرير أوروبا من الاحتلال الألماني بمساعدة قوات المقاومة الشيوعية في رومانيا وبولونيا وبلغاريا وهنغاريا ويوغسلافيا وتشيكوسلوفاكيا ودول البلطيق والنمسا وألمانيا خلال عامي 1944 – 1945.

وصلت طلائع الجيش الأحمر إلى برلين معلنة سقوط الرايخ معقل الفاشية فقبل 68 عاماً مضت وفي أثناء المعارك من أجل احتلال برلين، قام اثنان من مقاتلي فرقة ادريتسكايا الـ150 في الجيش الاحمر وهما الرقيب ميخائيل يغوروف ونائب الرقيب ميليتون كنتاريا برفع راية الاقتحام الحمراء فوق مبنى الرايخستاغ الذي طاله الدمار وتم تخليد هذه الراية في التاريخ بوصفها راية النصر وفي التاسع من أيار سنة 1945 قام الماريشال جيورجي جوكوف بفرض الاستسلام غير المشروط على القوات الألمانية.

الذكرى 68 في موسكو

احتفلت شعوب جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق بالذكرى الثامنة والستين للنصر على الفاشية بمشاركة شعبية ورسمية كان أكبرها في الساحة الحمراء بموسكو بعرض عسكري ضخم لأكثر من 11 ألف رجل يمثلون جميع أصناف ومراتب القوات المسلحة في روسيا الاتحادية، وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في خطابه الذي ألقاه خلال افتتاح العرض العسكري:«سنعمل كل ما في وسعنا من أجل تعزيز الأمن والسلام على الأرض» ومن اللافت للنظر أن وزير الدفاع الروسي جنرال الجيش سيرغي شويغو قد لبس زيه العسكري وهذا يحدث لأول مرة في تاريخ روسيا.