القضايا الوطنية والاجتماعية في وجه «الملك»
في مواجهة التحرك الأمريكي للتدخل في الأزمة السورية عبر الأردن، شهدت عمان وكل من محافظة أربد والزرقاء في 26/4/ 2013، مظاهرات احتجاجية رافضة التعاون الأردني الأمريكي العسكري، جرى خلالها إحراق العلم الأمريكي
هتفت الحناجر الأردنية بصوت واضح في المظاهرات: «أمريكا هي هي أمريكا رأس الحية رأس الحية» و«عالمكشوف عالمكشوف أمريكا مابدنا نشوف»، كما رفعت لافتات كتب فيها «الجيش العربي يحمينا - التواجد الأمريكي يمس السيادة الوطنية» و«من يأتي بالأمريكان فليرحل معهم».
فلسطين هي البوصلة
حسب وكالة فرانس برس، فقد نظمت هذه المظاهرات مجموعات شبابية يسارية وقومية، وشارك فيها المئات من الأردنيين، جاءت هذه المظاهرات عقب إعلان وزير الدفاع الأمريكي عن عزم بلاده تعزيز التعاون العسكري بين الولايات المتحدة والأردن، هذا واستمرت الاحتجاجات إثر ارتفاع وتيرة الإعتداءات «الإسرائيلية» على المسجد الأقصى وسورية، وإحياءً لذكرى النكبة الـ65، وطالبت الاحتجاجات بقطع العلاقات مع الكيان الصهيوني، وطرد السفير «الإسرائيلي» وإلغاء اتفاقية «وادي عربة». كان أهم هذه المظاهرات في 17 أيار والتي سميت بجمعة«الزحف نحو فلسطين» في محافظة البلقاء.
البنك الدولي ورفع الدعم
لم تغب القضايا المطلبية والاقتصادية- الاجتماعية عن المحتجين، فعلى ضوء وصول الدفعة الثانية من قرض البنك الدولي للأردن لتصل إلى 369 مليون دولار، في 12 نيسان الماضي ومارافقه ذلك من رفع الدعم عن الكهرباء، جرت وقفة احتجاجية أمام مقر النقابات وشارك في الوقفة محامون، ونددوا بسياسة الحكومة ودعوا لمحاربة الفساد وتغيير قانون الانتخابات وطالبوا باستقلال القضاء، وحق عودة اللاجئين الفلسطينيين وقطع العلاقات مع الكيان الصهيوني.
الأردن ينزلق رسمياً أكثر فأكثر
أما على المستوى الحكومي وبعد تصويت 87 من البرلمانيين الأردنيين على حجب الثقة عن الحكومة في حال لم يتم طرد السفير «الإسرائيلي»، ورغم مساعي الإيرانيين (حيث زار وزير الخارجية الإيراني صالحي الأردن، وعقد مؤتمر صحفي مع نظيره الأردني ناصر جودة في 7 أيار) لثني النظام الأردني عن مواقفه السلبية تجاه الأزمة السورية، وبعد تصريحات الطرفين بضرورة دعم الحل السياسي للأزمة السورية، استمرت حكومة الملك بتنفيذ القرارات الأمريكية.
جاء الحديث عن إدخال قوات أمريكية للأردن في هذا السياق، كما استضافت عمان مؤخراً مؤتمر مايسمى «أصدقاء سورية»، والذي جاء في بيانه الختامي في 22 أيار تصعيد واضح للأزمة السورية، حيث أقرت القوى المشاركة فيه أنها ستستمر بدعم المعارضة المسلحة بالسلاح حتى ظهور نتائج المبادرة الروسية -الأمريكية في المؤتمر الدولي، وهو ما قد يجعل الأردن عملياً الممر الرئيسي لسياسة الولايات المتحدة في المرحلة المقبلة، والذي قد يكون البديل عن الطرف التركي الذي بدأ دوره بالتراجع تدريجياً، بعد التطورات الأخيرة في المنطقة.