رسالة الحزب الشيوعي الأوكراني إلى الأحزاب الشيوعية والعمالية والحركات اليسارية في العالم
الرفاق المحترمون!
تضاف أوكرانيا إلى قائمة الدول ضحايا الثورات الملونة، وقد نشرت وسائل الإعلام في العالم صور التدمير والتخريب وأعمال الفوضى، واحتلال المباني الحكومية. كما وقع قتلى وجرحى وخاصة من قوات حفظ النظام أثناء الاشتباكات بين المتظاهرين والشرطة، وانتشرت حالات خطف واعتقال ونهب وسرقات وتخريب للممتلكات والمنشآت.
إن الأحداث الأخيرة بددت الأكاذيب التي صورت أن ما يجري وكأنه مواجهة بين (سلطة مجرمة) ومتظاهرين (سلميين ديمقراطيين). وفي الحقيقة إن مايجري في أوكرانيا هو نتيجة صراع بين القوى الأوليغارشية على السلطة، وتحديداً على منصب رئيس أوكرانيا.
إن الأحداث الجارية تمثل انقلاباً على الحكومة، وهذا ما تؤكده أعمال المعارضة، إذ يجري إحداث مؤسسات سلطوية موازية، ويقومون (باسم الشعب) بأعمال مخالفة للدستور، ويدفعون إلى تأجيج الصدام أكثر وأكثر، مما يدفع الحكومة لاتخاذ تدابير راديكالية.
لابدّ من الإشارة إلى تنامي القوى اليمينية المتطرفة وقوى النازية الجديدة وقوى قومية متطرفة ومتعصبة. إن هؤلاء يقومون بأعمال العنف ويرتكبون الخروقات ويمارسون الاستفزازات من أجل تطور الأحداث ووقوع المجابهات. ومن بين هذه القوى هناك أحزاب مشاركة في السلطة وممثلة في البرلمان، ولها ممثلون في السلطات المحلية في عدة مناطق في غرب أوكرانيا، رغم ذلك يقومون بممارسة سياسة مضادة للسلطة الدستورية في أوكرانيا.
كل هذه القوى موحدة أيديولوجيا ومثالهم القوميون الاشتراكيون الألمان (النازيون) “بانديرا” “وشوخيفيشا” ويرفعون شعارات مطابقة لشعاراتهم، وهي شعارات كان يرفعها عملاء النازية في مناطق غرب أوكرانيا، إبان الحرب العالمية الثانية، عند قيامهم بعمليات التصفية الجماعية للأبرياء من القوميات الأخرى، مثل البولونيين المقيمين في تلك المناطق.
إن اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الأوكراني أصدرت عدة بيانات أدانت فيها أعمال التخريب التي يمارسها هؤلاء المخربون، والتي طالت رموزاً وتماثيل من الحقبة السوفيتية، مثل تماثيل لينين، وأبطال الحرب ضد الفاشية.
تتوضح الآن المحاولات المستمرة لإدخال أوكرانيا أكثر فأكثر في أعمال العنف والقتل والتخريب، بدعم وتغطية سياسة وإعلامية من قبل سفراء عدة دول غربية وعدد من السياسيين الأوربيين والأمريكيين. وهكذا يتضح أكثر مَن الذي يقف خلف تأجيج الأوضاع في البلاد. زد على ذلك مطالبة الخارجية الأمريكية وضغوطها من أجل إخراج قوات حفظ النظام من العاصمة كييف. وإعطاء المعارضة إمكانية السيطرة على الحي الحكومي، كما تطالب أمريكا بإلغاء القوانين التي تسميها “غير ديمقراطية” و”دكتاتورية” التي صوت عليها البرلمان الأوكراني، وتدعو السلطة لتقديم التنازلات والدخول بمفاوضات مع المعارضة، علماً بأن هذه القوانين مستعارة ومأخوذة من القوانين الأمريكية والأوربية.
إن حزبنا يحمّل المسؤولية في تدهور الأوضاع لكل من السلطة التي أدت ممارستها إلى احتجاجات واسعة، ولقيادات ما يسمى المعارضة (القوى النازية الجديدة، والمتطرفون اليمينيون، والتنظيمات القومية الشوفينية) وللساسة الأجانب على حد سواء.
إننا على قناعة بصحة ما طرحه الشيوعيون - باقتراحهم إجراء استفتاء عام - والذي لو أجري لكنّا ألغينا الأساس في الاضطرابات، لأن هذا الاستفتاء كان من شأنه أن يتيح المجال أمام الشعب الأوكراني في تحديد مسار تطور البلاد.
نؤكد اليوم ضرورة وقف أعمال العنف، ورفض التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية للبلاد من الدول الأجنبية وممثليها.
ونرى أن إنشاء وإقامة بنى مؤسسات إدارية موازية، وغير دستورية، من شأنه أن يصعّد المواجهات، ويشكل خطر تفاقم الوضع إلى مستوى الحرب الأهلية. وفي هذه الظروف يتقدم الحزب بالاقتراحات التالية من أجل إيجاد حل:
1-إعلان استفتاء شامل حول مسألة التوجه الاقتصادي.
2- إجراء إصلاح سياسي يتضمن: إلغاء النظام الرئاسي وإقامة جمهورية برلمانية، وتوسيع صلاحيات السلطات المحلية.
3-اتخاذ تدابير تشريعية جديدة - وإعادة نظام النسبية للانتخابات النيابية.
4-من أجل الفصل بين السلطات، نقترح تأسيس هيئة مدنية مستقلة (للرقابة الشعبية) تتمتع بصلاحيات واسعة.
5- إجراء إصلاحات في القضاء وتشكيل هيئة لاختيار القضاة.
نرجو منكم بذل ما بوسعكم من أجل المصالحة في المجتمع الأوكراني، وتقديم كل أشكال الدعم لمقترحاتنا، والتعاون في مجال تسليط الضوء على حقيقة ما يجري في أوكرانيا.
نتمنى عليكم كذلك - إدانة كل أعمال التطرف والفاشية والنازية الجديدة، والتيارات القومية الشوفينية في أوكرانيا، وإدانة التدخلات الخارجية في الشأن الداخلي.
بيتر سيمونينكو
الأمين الأول للجنة المركزية للحزب الشيوعي الأوكراني
كييف - أوكرانيا