هل تقطع فنزويلا طريق الثورة الملونة بالحوار الوطني؟
تحت شعارات مختلفة، تعيش فنزويلا توتراً أمنياً وسياسياً تفاقم منذ رحيل الرئيس هوغو تشافيز وانتخاب نيكولاس مادورو رئيساً
أسبوعان انقضيا على اندلاع الاحتجاجات في فنزويلا والحصيلة أكثر من «12» قتيلاً ومئات الجرحى في اشتباكات بين مناهضي الحكومة ورجال الشرطة، ليعلن الرئيس نيكولاس مادورو بدء حوار وطني تشارك فيه جميع القوى المعارضة في البلاد، وهو ما يؤشر على وعي الحكومة الفنزويلية لطبيعة الصراع القائم ومآلاته في حال استمرار موجة العنف التي تعصف بالبلاد.
أزمة مفتعلة وإجراءات حكومية سريعة
الرئيس نيكولاس مادورو يدرك تفاقم الأزمة الاقتصادية في البلاد رغم الإجراءات التي اتخذها لمواجهة التجار المتحكمين بالسوق والمرتبطين مباشرة بالخارج، والمتضررين من توجهات فنزويلا الاشتراكية، فسعر صرف البوليفار الفنزويلي في تراجع مستمر، وهناك نقص حاد في المواد الأساسية ناتجة عن عبث التجار في السوق. وفي الوقت ذاته تسعى الدولة لسد النقص عبر المواد المدعومة، لكن السياسات المصرفية المتبعة في الآونة الأخيرة سواء للحد من تدهور سعر الصرف أو العمل على تأمين تمويل المستوردات عن طريق إيرادات النفط لم تؤت ثمارها بعد.
«CNN» تقود الحملة الإعلامية
تحاول المعارضة المرتبطة بالغرب هناك الاستناد للاحتجاجات المشروعة في ظل الأزمات الاقتصادية التي تمر بها البلاد، فهي تقوم على افتعال الأزمات ثم تسعى لركب موجة أي حراك، هذا ناهيك عن تنظيمها لحراكات متطرفة. وبالتوازي مع ذلك فإن الولايات المتحدة الأمريكية المستاءة من نموذج اشتراكي في «حديقتها الخلفية» وعجزها إسقاط النهج الاشتراكي المدعوم شعبياً بالعسكر دفعها إلى محاولة إسقاطه من الداخل، وذلك بضخ ملايين الدولارات لمنظمات المجتمع المدني ولأحزاب المعارضة الليبرالية التي تملك العديد من المحطات التلفزيونية داخل فنزويلا بينما لا تملك الحكومة الفنزويلية إلا قناة تلفزيونية واحدة! في إشارة إلى مستوى الدعم الأمريكي اللامحدود لمعارضي الحكومة.
تمارس قوى المعارضة وتحديداً حزب «العدل أولاً» الذي يرأسه زعيم المعارضة «إنريكه كابريليس» ضغوطاً متزايدة على الحكومة الفنزويلية مستفيدةً من حالة العنف التي تشهدها البلاد مطالبة بإنهاء السياسات الاشتراكية المتبعة واستبدالها بسياسات ليبرالية تكفلت قناة «CNN» بالإشارة إليها في أحد تقاريرها الإخبارية فيما يخص الأحداث الجارية في البلاد بالقول إن: «ما يحصل اليوم يبدو كأنه مؤشر لسقوط الحالة «التشافيزية»، التي أرهقتها السياسات الخاطئة لخلفه» ما دفع الرئيس مادورو إلى التهديد بوقف بث القناة في البلاد ما لم تعد النظر في نهجها لتغطية الأحداث في فنزويلا. وفي مقابل كل ذلك أكد الرئيس مادورو على ضرورة بدء الحوار الوطني داعياً النقابات والأحزاب المعارضة للمشاركة في سبيل تحييد التدخلات الأمريكية ولجم الأحداث العنيفة التي تشهدها البلاد.