عرض العناصر حسب علامة : مختارات

مختارات عاصفة من الكتّان

منذ خمسة آلاف سنة، قام الفراعنة الذين علّمتهم إيزيس نسج الكتان، وقدّموا هداياهم لها على شكل تماثيل صغيرة، شعورها من ألياف القنب للآلهة هاتور، قاموا بحياكة أشرعة مراكبهم التي أبحرت في النيل من الكتّان. أشرعة الحياة، ونسّاجه في مصر من الأقباط ـ على ما روى جدي لأبي ـ شفيعهم مرقص الذي بشّر شعب مصر..

مختارات حكم غيابي

أخيراً برّت بوعدها، وزارته في غرفته، كانت ترفل بثياب أنيقة ومثيرة، وتلتف بغمامة عطر يدغدغ المشاعر ويهيج الحواس، عيناه التهمتاها، جوعه المزمن صورها كإحدى ربات العشق والجمال، شبقه الغائر احتضنها، قال في نفسه: " آن لكَ أن ترطّب جفاف أيامك، وتدفِّئ صقيع حياتك".

مختارات عالم من ورق

أنتمي إلى ذلك الجزء من الإنسانية الذي يمضي جزءاً كبيراً من ساعات سهرته في عالم خاص، عالم مصنوع من أسطر أفقية حيث تتعاقب الكلمات واحدة وراء الأخرى، حيث تشغل كل عبارة وكل فقرة مكاناً محدداً:

قصة مترجمة ببغاء الحظ

كان أرنستو ألتيريو رجلاً صعب المعاشرة، لمن لا يعجبه مثلي ويضايقه، حتى إنه كان دائماً يقول عن نفسه: لا يطيق النسا. لا يعجبه الكلام. كل أحاديث الناس تبدو له مملة. يكره الأطفال، والأزواج الذين يتأبط واحدهم الآخر. ويكره أيضاً العائلات السعيدة. وما يريح الناس ويريحه أنه يعمل في المونتاج، الأمر الذي لا يضطره للتكلم مع أحد. وأخته الوحيدة تعيش في مدينة أخرى على بعد أكثر من ستمائة كيلومتر من محتله، مسافةً بعيدة بما يكفي لعدم مضايقته.
إرنستو ألتريو هو ممن يعتقدون أن الحيوانات أفضل من البشر. وعلى الرغم من أنه لا يبوح بذلك، إلا أنه يشعر أحياناً بالعزلة.

مختارات الغليون

أنا غليونٌ لأحد الكتّاب

ومن يتأمل سحنتي الحبشية

مختارات إلى أين تمضي بي الحياة؟

اليوم رسمتُ صورتي الشخصية، ففي كل صباح، عندما أنظر إلى المرآة أقول لنفسي: أيها الوجه المكرر، يا وجه فانسنت القبيح، لماذا لا تتجدد؟

مختارات موتى

عندما ذهبوا إلى الموت لم يجدوه!
كانت معهم صررهم

مختارات الموتُ كموضوعٍ للحديث ؟!

أليسَ الموتُ أنموذج الموضوع الذي لا حديثَ فيه؟ مهما تحدّثنا بمرحٍ عنِ الحبِّ، فالقليلُ يقالُ حولَ الموت. قيلَ لنا كان الموتُ مختلفاً في العصورِ السالفة.

مختارات الحنينُ

وكلما ما توغلَّتَ في وحدَتك، كتلك الشَّجرة، أخذكَ الحنينُ برفقٍ أمومي إلى بلدهِ المصنوع من مواد شفَّافة هشَّة، فللحنين بلدٌ وعائلةٌ وذوقٌ رفيع في تصفيفِ الأزهار البريَّة.

مختارات ذات العينين البنفسجيتين

في 25 شباط من عام 1871، هرب رامبو من شارلفيل للمرة الرابعة، كان بلغ السابعة عشرة من عمره، لكنه كان لا يزال في مظهر التلميذ الشرير المهمل غير أن سمات وجهه قد ازدادت قوة تحدياً، رفّت في عينيه الزرقاوين هموم بريئة، وأصبحت خطاه أكثر هدوءاً واتزاناً وكانت تصحبه في هذه المرة فتاة نحيلة سمراء، لا يعرف عنها أحدٌ شيئاً، ولم يكن لديهما من المال ما يكفي أجرة القطار،