عرض العناصر حسب علامة : غلاء المعيشة

البيضاء لتثقيفه: القوائم السوداء لحماية المستهلك السوري

قالها صديق إعلامي ذات يوم (للمستهلك رب يحميه)، ولا أحد من السوريين المستهلكين يوقن بقدرة الحكومة على حمايته بعد أن كانت هي أول من رفع الحماية عنه حينما أخلت بمعادلة التوازن بينه وبين التاجر، وفتحت السوق للتاجر وأغلقت في وجهه مصادر الدخل والرزق، ومنعت عنه الدعم على أساسيات حياته.
اليوم يضع التجار الصغار أسعارهم وفق بورصة الأحداث في سورية، والأدهى أنهم صاروا يسعّرون البقدونس بالدولار، وتصيح امرأة في شارع الثورة على تاجر أجهزة كهربائية وبدائل إنارة: حتى الشمع له علاقة بارتفاع الدولار خافوا الله.
أما وزارة الاقتصاد فلا تجد من أجل المستهلك السوري إلا أن تبتكر ألهية جديدة اسمها القوائم البيضاء والسوداء، وأنها ستكون الفارق الذي سيصب في مصلحة المستهلك.

حلقات معادة من جلسات الحكومة: في الإجراءات.. وأعباء المعيشة.. وذوي الدخل المحدود

مسخ الدولار علبة البسكويت، وأبو قاسم يصر على أن البسكويت بسعر خمس ليرات صار في ذمة التاريخ، وأما السائق العجوز فيقول بوضوح: عندما يعود المازوت إلى سعره الطبيعي تعود الخمس ليرات صالحة للوصول إلى آخر الخط.

لجم الأسعار خارج مدى الآليات الحكومية!

يشترك جميع السوريين هذه الأيام بمعاناة الارتفاع المستمر في الأسعار التي أصبحت دون أدنى شك خارج نطاق السيطرة الحكومية، فعلى الرغم من أن الأسباب التي يعيد إليها المختصون هذا الارتفاع الجنوني في أسعار كل شيء، يبقى السؤال المهم، لم تخرج أية جهة حكومية عن صمتها لتتحمل مسؤولية التصدي لهذه الظاهرة.

حماية المستهلك.. هي حماية للأمن المعيشي للمواطن أولاً وأخيراً!

لاشك في أن مهمة ضمان حماية المستهلك، وهو في البداية والنهاية المواطن نفسه، تعد من المهام الأساسية التي تعنى بها المؤسسات الوطنية في أي دولة، وهي المهمة التي تفرض حسب قول المسؤولين تحدياً جدياً على المؤسسات المعنية، وهو ما يعني أنه أصبح من الضروري تطوير منظوماتنا الوطنية العاملة على مواضيع مراقبة الأسواق وحماية المستهلك بما يتماشى مع واقع المنتجات المطروحة للمستهلك الوطني، سواء أكانت سلعاً أم خدمات، وهذا العمل لا شك أيضاً يستدعي إعادة النظر بنشاطات حماية المستهلك وآليات عمل الجمعيات المعنية بهذا المجال.

أصحاب البسطات في العاصمة يتحَدُّون قرار المحافظة

الأزمة الوطنية العميقة و الكبرى التي تمر بها البلاد منذ ما يقارب السنة، ألقت بظلالها المعتمة على مظاهر كثيرة في حياة السوريين، فقد استغلت شرائح اجتماعية كثيرة من المجتمع هذه الأزمة من تجار ومتعهّدي البناء وصولاً إلى الحيتان الكبيرة من تجار مواد السلة الغذائية، وخاصة الموردين الكبار الذين أعطت لهم الحكومة الضوء الأخضر ليستغلوا الأزمة أبشع استغلال على حساب حاجة المواطنين، وقد أطلق هؤلاء الحيتان العنان لجشعهم ليستغلوا الظروف العامة فأمسكوا بخناق المواطن حتى في مجال المواد التي تنتج وطنياً، ولا علاقة لارتفاع سعر الدولار أو انخفاضه بها.. فما علاقة جرزة البقدونس، أو البيض بموضوع الدولار؟؟

جمر الأوضاع المعاشية المزرية يتّقد بصمت تحت الرماد تجاهل القضايا الأساسية لن يخفف الانفجار.. بل سيزيده اتساعاً!

تكاد مشكلات الحياة اليومية تغيب عن بال السوريين منذ شهور، فالأحداث المتسارعة بتطورها والمتصاعدة بخطورتها أخذت حيزاً كبيراً من اهتمامهم أياً كان الموقف الذي يتبنونه حيالها.

على ذمة الراوي

إن أياً من الفصائل الشيوعية الممثلة في مجلس الشعب لم ينبس ببنت شفة ولم يسجل أياً منهم دور للكلام في جلسة مجلس الشعب المنعقدة في 25/5/2002 والتي تقدم فيها ثلاثة نواب مستقلين بطلب استجواب الحكومة بسبب زيادة الأسعار وقد علق أحد الأخوة الفلاحين على ذلك بقوله: (كثر الله خير عضو المجلس  المستقل محي الدين حبوش على هيك أحزاب).

ماذا تقول يا صاحبي؟ لا القوم نادوا.. ولا الحي سمع!!

الحاملون همومنا في نبضهم.. هذه العبارة كانت لسان حال جماهير شعبنا وهي تلتف حول رفاقنا في ميدان النضال الوطني والطبقي فهي ترى فيهم طليعتها المجربة. وتلك حقيقة لأن جوهر الجوهر في سياسة وعمل الحزب الشيوعي هو الدفاع عن مصالح الشعب والوطن، وهذا ما تضمنه الشعار الكبير الذي نستظل بظله« الدفاع عن الوطن والدفاع عن لقمة الشعب» ورفع هذا الشعار على أهميته لا يكفي… فالمهم المهم هو العمل الجاد المخلص الجريء لتجسيده في حياتنا واقعاً ملموساً يستقطب جماهير الشعب، وبغير ذلك لا يمكن للجماهير الكادحة أن تثق بنا… وبالتالي سوف تبتعد عنا.. فالمعادلة واضحة أشد الوضوح: عندما نتوجه إلى الجماهير للعمل بينها ومعها ستلتف حولنا.. كما التفت سابقاً يوم كان الرفاق يمثلون تطلعاتها عملاً ونضالاً في ساحات الوطن.

أثر ارتفاع الأسعار على الواقع المعيشي

48% من العائلات وضعها المعيشي في تراجع مستمر.. و42% منها وضعها المعيشي متدهور
94% من العائلات لجأت إلى التقشف لتقليص النفقات إلى حدود أدنى من الدنيا لتوازي الدخل المتاح
36% من مجموع العائلات يعمل معيلها في عمل إضافي (7% منهم عمل ليلي، 39% أعمال حرة، 44% وظيفة ثانية)..