سلمية على حافة التلوث... القمامة تتكدس والصحة العامة في مهب الخطر
أنس عبيدو أنس عبيدو

سلمية على حافة التلوث... القمامة تتكدس والصحة العامة في مهب الخطر

ربما يخجل البعض من الحديث عن هذه الأمور في وقت تتصارع فيه الدول لبناء أنظمة متقدمة للحقوق والخدمات، لكن واقع مدينة سلمية يفرض علينا تسليط الضوء على ما هو معتم، ولا سيما حين تتفاقم الأزمات إلى الحد الذي تُنسى فيه أو تُقصى عن أولويات المسؤولين.

منذ أكثر من ستة أشهر، لم يطلب ابن مدينة سلمية أكثر من حقه في العيش الكريم، فخرج إلى الساحات مع كل منعطف من منعطفات بناء الدولة، هتف، ووقف، وشارك، وحلم... لكن حين عاد لينظر حوله، وجد أن مدينته غارقة في القمامة، ومتروكة بلا رعاية وبلا أدنى مسؤولية من الجهات المعنية.
ورغم وجود عشرات المبادرات والجهات المجتمعية التي حاولت طيلة الأشهر الماضية سد الفجوة الناتجة عن غياب مؤسسات الدولة وعودتها الخجولة إلى العمل– وعلى رأسها مجلس مدينة سلمية– إلا أن الأزمة اليوم باتت تفوق قدرات المجتمع المحلي.
فالوضع يتطلب تدخلاً حكومياً عاجلاً، يحمي صحة الناس ويضع حداً لهذا الإهمال.
وبعيداً عن الشعارات المستهلكة مثل «نظافة البلد من نظافة المنزل»، لا بد أن نسأل: لماذا يُترك المواطن ليختنق في مدينته بين أكياس القمامة والروائح الكريهة؟
وهل المطلوب أن نعتاد على منظر النفايات في كل شارع وزاوية، بينما تتحول المدينة إلى بيئة خصبة لتكاثر الأمراض؟
لقد شهدت سلمية تفشي الكوليرا قبل ثلاثة أعوام، وها هي اليوم تفتح أبوابها مجدداً لأمراض قادمة، نتيجة تراكم القمامة وتفسخ المواد العضوية فيها بفعل ارتفاع درجات الحرارة.
الخطِر في الأمر أن مجلس المدينة يظهر وكأنه متحلل من المسؤولية، وفي أحسن الأحوال يتم إلقاء اللوم على مسؤولي المرآب والنظافة، وإلى نقص إيرادات المحروقات (المازوت)، التي تستخدم لتشغيل شاحنات القمامة ونقلها إلى المكب الواقع بين سلمية وريفها– عقارب.
فمن المسؤول فعلياً؟ وهل المهم الآن التهرب من المسؤوليات أو تبادل الاتهامات؟
أم إن الأهم هو التحرك السريع لوضع خطة طوارئ بيئية، وتحميل كل جهة مسؤولياتها بوضوح، من مجلس مدينة سلمية إلى محافظة حماة، التي يبدو أنها تراقب بصمت وكأن الأمر لا يعنيها أيضاً؟
أهالي سلمية لا يطلبون المستحيل، بل الحق في بيئة نظيفة فقط، وصحة لا تهددها أكوام القمامة المتعفنة.
فهل من مجيب؟

معلومات إضافية

العدد رقم:
1232