مساعدة تعليمية بعد انتهاء العام الدراسي!

مساعدة تعليمية بعد انتهاء العام الدراسي!

في مشهد لا يخلو من الطرافة البيروقراطية وروح الدعابة غير المقصودة، قررت منظمة «اليونيسيف» بالتعاون مع مديرية التربية وجمعية البر والخدمات الاجتماعية، توزيع قرطاسية مدرسية على 1300 طالب وطالبة في بلدة كويا في ريف درعا.

خبر جميل، دافئ، وعابق بروائح الدعم الإنساني... لولا أن هنالك تفصيلاً صغيراً، هامشياً لا يهم أحداً سوى الطلاب والمعلمين، وهو أنّ المدارس كانت قد أغلقت أبوابها!
نعم، لقد جاء الدعم المدرسي كمن يحمل مظلة في صحراء، أو يُهدي معطفاً شتوياً في تموز.
ففي 28 أيار، كانت أجراس المدارس قد قرعت للمرة الأخيرة هذا العام، أما يوم «العرس القرطاسي» فقد صادف ما قبل الأخير من امتحانات الفصل الثاني.
توقيت مدروس بعناية، لا شك، ويبدو أن القرطاسية جاءت لتُرافق الطالب من مقعد الامتحان إلى عطلة الصيف، وربما تصلح لمعارك الورق بين الأولاد، أو لتغليف المونة في فصل الشتاء.
ومع أن الطلاب تساءلوا بخجل إن كانت الأقلام ستسعفهم في حل الأسئلة المتبقية، أو إن كان الدفتر الجديد سيستخدم للعبة ««XO، إلا أن الحدث لم يكن مخصصاً لهذا النوع من الاحتياجات الصغيرة التافهة. فالمغزى أعمق وأشمل: صورة تذكارية- خبر صحفي- وربما تقرير موسمي يُرفع إلى المكتب الأممي مرفقاً ببضع ابتسامات مرتبة بعناية.
أما معاون مدير التربية، فقد أضاء على الحدث بجولة تفقدية– كما تقتضي البروتوكولات– لمتابعة «الواقع التعليمي»، وقد رافقه في تلك الجولة ممثلو المجتمع الأهلي الذين ناقشوا ضرورة افتتاح روضة أطفال... وهو ما يُشبه الحديث عن تأسيس محطة فضائية في بلدة بلا كهرباء، لكنه– مرة أخرى– «يبدو جيداً في التقارير».
هكذا تتحول الاحتياجات التربوية الملحة إلى ملصقات دعائية، ويصبح الطالب، وهو يودع مقاعد الدراسة، مجرد خلفية بشرية لصورة جماعية ملونة ترفرف في نشرات الأخبار.
المفارقة ليست في التوقيت فقط، بل في عقلية الأداء، حيث لا بأس أن تأتي المساعدة متأخرة طالما أنها تأتي مصحوبة بعدسة كاميرا.
وبينما يستعد الأطفال لموسم الجفاف المدرسي، تبقى القرطاسية الجديدة، بحال تم توزيعها فعلاً، حبيسة الحقائب، تنتظر عاماً دراسياً قادماً... إن لم تستهلكها حرارة الصيف أو تقرضها الفئران.

معلومات إضافية

العدد رقم:
1230