كورونا الأمعاء... واقع جديد بين غياب التوعية وضعف المناعة

كورونا الأمعاء... واقع جديد بين غياب التوعية وضعف المناعة

عاد الحديث عن متحورات فيروس كورونا إلى الواجهة مع تسجيل إصابات بما بات يُعرف طبياً وإعلامياً «بـكورونا الأمعاء»، وهو أحد أشكال الفيروس التي برزت منذ مطلع عام 2025، مثيراً موجة من القلق بين المواطنين، ولا سيما في ظل غياب أي تحرك فعلي من وزارة الصحة على مستوى التوعية والإرشاد.

وبحسب ما أوضحه الدكتور نبوغ العوا، اختصاصي أمراض الأنف والأذن والحنجرة، عبر إحدى وسائل الإعلام المحلية، فإن المتحور الحالي من كورونا يظهر بنمطين، الأول تنفسي تقليدي بأعراض معروفة كالسعال والحرارة، أما الثاني، وهو ما يثير الانتباه، فينتقل سريعاً إلى الجهاز الهضمي، مسبباً أعراضاً مؤلمة كالمغص، الغثيان، الإسهال، وألم المعدة، وقد تظهر هذه الأعراض مباشرة دون أعراض تنفسية مسبقة.
يرى الدكتور العوا أن هذا النمط المعوي ربما كان موجوداً منذ بداية الجائحة، لكنه لم يكن واضحاً أو مستمراً بهذا الشكل، إلا أن ضعف مناعة الناس اليوم، نتيجة الفقر وسوء التغذية ونقص الرعاية، جعل الأعراض أكثر شدة واستمرارية، حيث يمكن أن تمتد لأكثر من أسبوع وتؤدي إلى اختلال في توازن الشوارد بالجسم، ما يستدعي أحياناً دخول المستشفى.
وفي ظل هذه التحديات، لا يبدو أن وزارة الصحة تواكب الأمر كما يجب، لا عبر حملات توعية، ولا عبر تقديم إرشادات واضحة للمواطنين، مما يجعل التعامل مع المتحور الجديد يقتصر على الاجتهادات الفردية للأطباء والمصابين.
العلاج، بحسب العوا، لا يتضمن دواء موحداً، بل يُبنى على الأعراض الظاهرة، وأغلب الأدوية المستخدمة حالياً تهدف إلى تخفيف الأعراض لا القضاء على الفيروس، خاصة وأن بعض الأدوية «كـالإزيثرومايسين» لم تعد فعالة وفقاً لتوصيات منظمة الصحة العالمية.
من جهة أخرى، يشير العوا إلى أن المتحور الجديد معدٍ كغيره من سلالات كورونا، وينتقل عبر التنفس، السعال، اللمس، ما يجعل إجراءات الوقاية الفردية كارتداء الكمامة والنظافة الشخصية ضرورة ملحة، خصوصاً في ظل عدم وجود حملات رسمية توعوية.
الخطر الحقيقي لا يكمن في شدة المتحور بحد ذاته، بقدر ما يكمن في هشاشة الواقع الصحي والاجتماعي الذي يعيشه الناس، إذ إن الفقر والجوع ونقص الرعاية الصحية كلها عوامل تجعل الجسم أكثر عرضة للأمراض وأكثر تأثراً بها.
على ذلك تبدو الحاجة ماسة لتحرك من الجهات المعنية، وعلى رأسها وزارة الصحة، ليس في مراقبة انتشار المرض فقط، بل في بناء وعي صحي لدى الناس، يوازي حجم التحديات الصحية التي لا تلبث أن تتجدد، مع التأكيد طبعاً على المسؤولية الحكومية على مستوى معالجة مسببات الفقر وسوء التغذية والجوع جدياً.

معلومات إضافية

العدد رقم:
1223