مرة جديدة وزارة الصحة غير معنية!

الخطورة في الأعرض الرئوية!

ذكر الدكتور العوا، أن أعراض المتحور هي تنفسية علوية، رشح شديد، التهاب بلعوم، بحة صوت، ارتفاع حرارة، سعال شديد جداً مصدره الحنجرة، سيلان أنف، لافتاً إلى أنه لا يمكن علاجها بالأدوية المتعارف عليها للرشح والكريب.
وحذر الدكتور العوا من استخدام دواء (أزيثرومايسين) لعلاج تلك الأعراض، على اعتبار أن الصحة العالمية منعت استخدامه منذ عامين تقريباً، لعلاج الكورونا، لأنه يضعف المناعة ويقوي الفيروس!
واعتبر العوا أن الاختلاط ساهم بانتشار المتحور الجديد JN1 بشكل كبير في الفترة الأخيرة، حيث يوجد في كل بيت إصابة يُعتقد بأنها كريب.
وأشار إلى أن خطورة المتحور تكمن في وصول أعراضه إلى الرئة ما يتسبب بحدوث ضيق نفس، وهناك إصابات وضعت على المنفسة الاصطناعية.
وأضاف العوا أنه منذ حوالي شهر تقريباً، توفي شخصان نتيجة الإصابة بالمتحورJN1، أحدهم مدخن ومصاب بالربو، والآخر رجل مسن. وأضاف: إن المتحور في مراحله الأولى من الممكن علاجه، وفترة حضانته 48 ساعة، والإصابة به 15 يوماً.

بين التسبب بالذعر واللا مبالاة!

من المؤكد أن بث حال الرعب والذعر بين المواطنين أمر غير مطلوب وغير مرغوب فيه، لكن ذلك لا يعني أن يتم التعامي الرسمي عن انتشار بعض الأمراض وكأنها غير موجودة، وخاصة تلك التي تعتبر خطرة نسبياً!
أما الأسوأ فهو التهرب من المسؤوليات عبر هذا النمط من التعامي الرسمي!
فوزارة الصحة لم تعد تذكر أي شيء بخصوص المتحورات المستجدة من فيروس كورونا، لا على موقعها الرسمي، ولا على صفحتها الإعلامية الخاصة على (فيسبوك)، على الرغم من أن المشافي العامة غالباً هي من تستقبل الحالات المرضية المصابة بهذه المتحورات وتعالجها، ولدى كوادرها الطبية معرفة كافية فيها وبطرق الوقاية منها وعلاجها، بحكم الممارسة والمشاهدات السريرية اليومية للمراجعين من المرضى، وبحكم اطّلاعهم على آخر المستجدات بشأنها عبر ما يطرح من خلال منظمة الصحة العالمية بخصوص المتحورات الجديدة من فيروس كورونا!
فهل ذلك نكران أم تهرب من المسؤولية مع الكثير من اللا مبالاة؟!
فالحد الأدنى المطلوب من وزارة الصحة بهذا الشأن، بالإضافة إلى دورها عبر مشافيها في معالجة الأمراض طبعاً وهو أمر لا ننكره، ربما هو بعض النصائح والإرشادات العامة ليس إلا، ومع ذلك فهي لم تعد تقوم بهذه المهمة البسيطة!

الفقر وسوء التغذية وقلة المناعة مسبب رئيسي طبعاً!

من المفروغ منه أن أي مرض تزداد خطورته بحال كان المريض ضعيف البنية والمناعة، والأكثر خطراً من ذلك هي إمكانية انتشار بعض الأمراض بالعدوى بسبب ضعف البنية الجسمية للناس، وقلة المناعة لديهم بسبب سوء تغذيتهم!
على ذلك يبدو من الطبيعي أن تنتشر الكثير من الأمراض بين المواطنين، وخاصة المفقرين، بسبب الاختلاط وبسبب سوء التغذية الشديد، والذي يزداد انتشاره وتكثر أعداد من يعانون منه، وخاصة بين الأطفال، وهو ما توثقه الكثير من الجهات والمنظمات الدولية، بما في ذلك وزارة الصحة نفسها!
فسوء التغذية ونقص الفيتامينات والبروتينات والمكملات الغذائية عوامل مضافة تعزز إمكانية الإصابة بالأمراض وانتشارها، ومع تكريس سوء الوضع المعيشي فإن أعداد من يعانون من سوء التغذية سترتفع، وبالتالي سترتفع نسبة المرضى وأعدادهم، بغض النظر عن نوع المرض ومدى خطورته!
فهل يحق لنا أن نتساءل عما هو أبعد من مسؤولية وزارة الصحة منفردة عن ذلك التردي والجوع المعمم، للوصول إلى مسؤولية الحكومة والدولة حياله؟!
فالنكران واللامبالاة وانعدام المسؤولية تجاه المواطنين، وخاصة بغالبيتهم المفقرة، نموذج رسمي معمم ولا يقتصر على الجانب الصحي فقط، بل على الجانب الخدمي والمعيشي و...!