الجو حار والمسؤوليات باردة!
اشتدت درجات الحرارة، وهذا أمر طبيعي في هذا الوقت كما كل عام، ومن المفترض ألا يكون ذلك مفاجئاً لمؤسسة الكهرباء ومؤسسة المياه، كي لا تتذرع كل منها بزيادة معدلات الاستهلاك بهذا الحر!
فمن غير الطبيعي أنه مع هذا الاشتداد أن تنخفض ساعات التزود بالكهرباء لدرجة الانعدام، والأسوأ أن تزيد المعاناة من عدم توفر المياه لدرجة الغياب!
فمن يسلم نسبياً من انقطاع الكهرباء بهذا الحر، لن يسلم من غياب المياه، وكلاهما كارثي بالنسبة للمواطنين بالنتيجة، وخاصة على المستوى الصحي!
ولا مسؤولية أو واجبات متابعة ومراقبة بهذا الصدد رسمياً، فمؤسسة الكهرباء تتذرع بزيادة الأحمال التي تؤدي إلى الانقطاعات، بالإضافة إلى ذريعة نقص التوريدات لتشغيل محطات التوليد، ومؤسسة المياه تتذرع بغياب الكهرباء التي تشغل مضخاتها لتزويد الشبكات وبالتالي باحتياجات المواطنين!
فكيف سيتعامل المواطنون مع درجات الحرارة المرتفعة في ظل غياب أبسط مقومات تلافي نتائجها وسلبياتها، فلا كهرباء لتشغيل المكيفات والمراوح، ولا مياه يعتمد عليها لتخفيف حرارة الجسم من خلال غسيل الوجه والأيدي والأرجل بين الحين والآخر بالحد الأدنى، وخاصة لكبار السن والأطفال!
فالكثير من المدن والبلدات تعاني سلفاً من مشكلة مياه خانقة يلجؤون مقابلها إلى تأمين احتياجاتهم من خلال الصهاريج بتكاليفها الباهظة، مع مخاطر ذلك تبعاً لمصدرها المجهول بالنسبة إليهم طبعاً، حيث يتم استعمالها للغسيل والتغسيل والتنظيف، بينما يتم تأمين مياه الشرب بتكاليف أعلى من مصادر أخرى يفترض أنها سليمة وصالحة للاستهلاك، مع عدم اليقين من ذلك بكل الأحوال أيضاً!
ففي هذا الجو الحار ازدادت المعاناة بالحصول على المياه في ظل زيادة ساعات القطع الكهربائي، وحتى من خلال الصهاريج، حيث ارتفعت معدلات الاستغلال من قبل أصحابها ومشغليها!
فساعات التزود الكهربائي انخفضت بشكل كبير خلال الأيام القليلة الماضية، وصولاً إلى التعتيم العام الذي حدث لمرتين متتاليتين خلال يومين فقط!
ولأن التزود بالمياه مرتبط بوجود التيار الكهربائي فقد حرمت الكثير من البلدات والمدن من المياه خلال الأيام الماضية بشكل كلي، ما زاد من معاناة أهلها!
فالكثير من المنازل استنفدت مخازين مياهها، بما في ذلك الاحتياطية منها، ولم تستطع تعبئتها مجدداً بسب ندرة وغياب الكهرباء، التي وإن وجدت فهي لفترة محدودة وقصيرة غير كافية لإعادة ملء هذه الخزانات، وبسبب زيادة الضغط والطلب على الصهاريج في هذا الحر أيضاً!
وما يفقأ العين بهذا الحريق واللهيب أنه في بعض المدن والبلدات يتم لحظ بعض الأحياء، التي يقطن فيها بعض أصحاب النفوذ أو المحسوبين، بساعات تزود مياه أكثر من غيرها وبما يكفي لملء الخزانات المنزلية فيها، بل مع غياب تزويد غيرها من الأحياء.. هكذا!
مع الأخذ بعين الاعتبار أن غياب المياه لا يعني حصاد النتائج السلبية على مستوى تلبية الاحتياجات الضرورية من غسيل وتغسيل وغيرها، بل مع ارتفاع درجات الحرارة يعني حصاد النتائج على المستوى الصحي، بسبب تراجع النظافة العامة والشخصية اضطراراً وغصباً، وبالتالي زيادة الأمراض مع ظرف يساعد على انتشار الأوبئة والآفات المرضية الأخرى أيضاً، وبسبب العطش والجفاف وهو الأخطر، وخاصة بالنسبة للأطفال!
والخلاصة أن الجو الحار مستمر، والتعاطي الرسمي مع معاناة المواطنين يتسيّده البرود مع عوامل اللامبالاة والاستهتار، بالإضافة طبعاً إلى استمرار عوامل الفساد والمحسوبية والوساطة!
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1131