الحكومة سمسار شاطر أيضاً!

الحكومة سمسار شاطر أيضاً!

ورد على صفحة الحكومة بتاريخ 10/6/2023 ما يلي: «رئيس مجلس الوزراء المهندس حسين عرنوس يطلع على مراحل العمل في مشروع سكن المستحقين من متضرري الزلزال في حي الحيدرية. يتضمن المشروع بناء 4 محاضر على مساحة 25600 متر مربع، ويضم كل محضر 10 طوابق وقبو بواقع 320 شقة سكنية وبكلفة إجمالية 66,6 مليار ليرة سورية، حيث يتم حالياً ترحيل الأنقاض وأعمال الحفر والوصول إلى منسوب التأسيس تمهيداً للمباشرة بالتنفيذ».

وكذلك ورد خبر يقول: «المهندس عرنوس يطلع على مراحل العمل في مشروع سكن المستحقين من متضرري الزلزال في ضاحية المعصرانية شرق مدينة حلب. يتألف المشروع من أربعة محاضر يتم بناؤها على مساحة طابقية 10 آلاف متر مربع، وتتألف من 120 مسكناً تتراوح مساحتها بين 65_90 متراً مربعاً وبقيمة إجمالية 18,6 مليار ليرة سورية».
بداية، تجدر الإشارة إلى إن الحكومة تبدو متمهلة وغير مستعجلة بموضوع تأمين السكن للمتضررين من الزلزال، على العكس طبعاً من مصلحة هؤلاء المنكوبين الذين أصبحوا بلا سكن!
فبعد مضي أكثر من 4 أشهر على الكارثة، وبعد الأخذ والرد بتحديد الأماكن التي يمكن الاستفادة منها لإنشاء وحدات سكنية في حلب، ولأربعة محاضر فقط، فإن ما تم إنجازه حتى الآن لا يتعدى ترحيل الأنقاض، والبدء بعمليات الحفر للوصول إلى منسوب التأسيس، وبمعرفة الحكومة وتهليلها لذلك!
فكم من الوقت ما زال بالجعبة الرسمية المتمهلة لاستكمال إنجاز المحاضر الأربعة وفقاً لهذه الوتيرة من العمل، كي يتمكن المستحقون من المتضررين بعد كل ذلك من استلام بيوتهم والسكن فيها؟!
أما ما يلفت النظر أكثر في مضمون الخبرين أعلاه، فهو التكلفة المرتفعة للسكن وفقاً للحسابات الحكومية المعلنة!
فبحسب الأرقام أعلاه، فإن تكلفة الشقة الواحدة في مشروع حي الحيدرية تتجاوز 208 مليون ليرة، وهي لا شك تكلفة مرتفعة جداً بحسب الأسعار الرائجة للعقارات في المناطق المشابهة في مدينة حلب، مع الأخذ بعين الاعتبار أن هذا المبلغ لم تتضح المساحة المقابلة له، ولا نوعية ومواصفات الإكساء الداخلي والخارجي له!
أما مشروع حي المعصرانية، فإن التكلفة الوسطية للشقة فيه بحسب الأرقام الحكومية أعلاه فهي 155 مليون ليرة، ولمساحات تبدأ بـ 65 متراً مربعاً، وهي أيضاً تعتبر تكلفة مرتفعة جداً بمقاييس أسعار العقارات في حلب!
ففي منطقة سيف الدولة، إن وسطي أسعار العقارات يبلغ 300 مليون ليرة، وذلك ارتباطاً بالموقع والمساحة والكسوة، وهذا المبلغ يتضمن طبعاً هوامش الربح، وآخذاً بعين الاعتبار عوامل التضخم أيضاً!
أما في منطقة الميدان أو بستان الباشا وغيرها، فإن الأسعار أقل من ذلك بكثير، وجميع هذه المناطق تعتبر أقرب من حيي الحيدرية والمعصرانية وأقدم منهما، ما يعني خدمات عامة أفضل وأكثر استقراراً بشكل نسبي!
والسؤال الذي يطرح نفسه: على أي أساس تم حساب التكلفة الإجمالية المرتفعة جداً للمشاريع أعلاه، وما هي حصة الحكومة من الأرباح الإجمالية لها على حساب المتضررين وباسمهم؟!
فبحسب أحد المتضررين ممن تشردوا بنتيجة الزلزال قوله: عطوني المبلغ وبلا ما تتعبو حالكم.. أنا بدبر حالي فيه ببيت أحسن.. وبسكن وبستقر فيه أسرع!
فيما قال آخر مستغرباً: أكيد الحكي عن 4 محاضر بس.. ولا في كم محضر ع البيعة وع حسابنا.. ولا الحكومة بدها تتربح ع حساب مآسينا؟!

معلومات إضافية

العدد رقم:
1126
آخر تعديل على الإثنين, 19 حزيران/يونيو 2023 16:46