أزمة المواصلات تشتد في العاصمة وريفها على حساب الطلاب هذه المرة!
نوار الدمشقي نوار الدمشقي

أزمة المواصلات تشتد في العاصمة وريفها على حساب الطلاب هذه المرة!

لم تحل أزمة المواصلات في العاصمة وريفها حتى تاريخه، بالرغم من كل ادعاءات بذل الجهود لهذه الغاية، وبالرغم من كل الحديث الذي رافق فرض تركيب أجهزة التتبع الالكتروني على وسائل المواصلات، وما تبعه من تصريحات حول الوفر المحقق من مادة المازوت بعد البدء به!

فالمنطق يقول: إنه لا ذرائع يمكن الاتكاء عليها رسمياً لتبرير أزمة المواصلات الحالية، لا من قبل وزارة النفط بما يخص توريد المشتقات النفطية، ولا من قبل شركة محروقات على مستوى مخصصات كل محافظة من هذه المشتقات، ولا من قبل محافظتي دمشق أو ريف دمشق على مستوى مخصصات وسائل المواصلات، التي باتت تحسب استناداً للمسافات المقطوعة فعلاً مع تتبع التقيد بذلك، والأهم أن الحديث الرسمي يقول: إن أجهزة التتبع حققت وفراً بمادة المازوت!
فخلال الأسبوع الماضي اشتدت أزمة المواصلات على كافة الخطوط داخل العاصمة، وفيما بين العاصمة ومدن ريفها القريب والبعيد، والسبب الرئيسي بذلك هو عدم تأمين الكميات الكافية من المازوت لوسائل المواصلات، ما أدى إلى إعادة مشاهد الازدحام في مراكز الانطلاق وعلى الطرقات، مع كل السلبيات التي حصدها المواطنون على حساب وقتهم وتعبهم ومن جيوبهم، على البدائل الاستغلالية!
أما الكارثة فقد كانت من نصيب طلاب الشهادات (الإعدادية والثانوية) الذين عانوا الأمرين من عدم توفر المواصلات كي يصلوا إلى مراكز امتحاناتهم في الموعد المحدد!
فالحد الأدنى، بسبب قلة وسائل المواصلات، وبمعرفة المعنيين في المحافظة المشرفين مباشرة على المخصصات المسلمة من مادة المازوت للسرافيس العاملة على خطوط المواصلات، كان من الممكن تشغيل بعض باصات النقل الإضافية خلال ساعات الصباح وقبل مواعيد الامتحانات، وخاصة على خطوط الازدحام، لكن ذلك لم يتم بكل أسف!
فمن المشاهدات المؤسفة التي تم رصدها أيام الامتحانات الأسبوع الماضي الكثير من حالات البكاء والتوتر، بل والإغماء، جراء غياب المواصلات، والتي لم تقف عند حدود الطلاب والطالبات فقط، بل وحتى ذويهم كانوا مشاركين بالتوتر والبكاء، وهو أمر مشروع ومبرر تماماً، فالتأخر عن موعد دخول القاعة الامتحانية يعني عدم التمكن من تقديم الامتحان، وبالتالي، ضياع الفرصة الوحيدة أمام هؤلاء، ما يعني ضياع سنة كاملة من عمرهم وجهدهم.. هكذا!!
فإذا كان من سلبيات عدم توفر الواصلات بالنسبة للمواطن العادي هو المزيد من هدر الوقت والجهد، مع الاضطرار لتكبد نفقات مالية إضافية، فإنها بالنسبة لطلاب الشهادات ارتباطاً بمواعيد امتحاناتهم هي مزيد من الضغط النفسي وحرق الأعصاب، وصولاً لاحتمالية تبديد جهودهم وضياع مستقبلهم!

فهل من المستغرب القول: إنه من المفترض من جملة التحضيرات الرسمية للعملية الامتحانية أن تكون هناك جهود إضافية بما يخص توفير المواصلات خلال فترة الامتحانات وزيادتها، خاصة في ظل توازي العمليات الامتحانية للشهادتين سوياً هذا العام، أم أن ذلك يعتبر نوعاً من الترف، وبعيداً عن حسابات محافظتي دمشق وريف دمشق، وغيرها من الجهات العامة الأخرى المعنية بهذا الشأن، وأياً كانت النتائج والسلبيات، وبحيث يجوز القول: «كنت أسمعت لو ناديت حياً»؟!

معلومات إضافية

العدد رقم:
1126
آخر تعديل على الإثنين, 19 حزيران/يونيو 2023 16:46