الموت قهراً جريمة مضافة للسياسات المجحفة!
سوسن عجيب سوسن عجيب

الموت قهراً جريمة مضافة للسياسات المجحفة!

سد الأفق أمام السوريين، وشريحة الشباب خاصة، مع استمرار سياسات الإفقار والتهميش والتطفيش المعممة، لم تعد انعكاساتها محصورة بوصول الغالبية المفقرة لحدود العوز والجوع، بل لحدود الموت قهراً وكمداً!

فالضغط النفسي الشديد الذي يعانيه السوريون عموماً والشباب خصوصاً، بسبب الوضع الاقتصادي والمعيشي والخدمي، بدأت تظهر نتائجه على شكل زيادة في عدد حالات الاحتشاء القلبي المؤدية للموت!
فقد قال اختصاصي أمراض القلب والتداخلات د. بدر سلوم لإذاعة ميلودي اف ام، الأسبوع الماضي: إن حالات السكتات القلبية بين الأعمار الصغيرة التي تتراوح بين 18-35 عاماً ازدادت، وبأن هذه الحالات ناجمة عن الشدات النفسية والضغط، بينما الأمراض المزمنة لم ترتفع بصورة كبيرة، أو بقيت ثابتة.
وعن الأعداد والنسب أشار الطبيب إلى عدم وجود إحصائية دقيقة، لكن يمكن القول: إن هناك ازدياد بنسبة 50% بمعدل السكتات القلبية بين هذه الأعمار، وبأنه غالباً ما تكون هذه السكتات قـاتـلة، مشيراً إلى أن من أسبابها الضغط النفسي والحياتي، وخاصة لأصحاب الدخل المحدود والضغوط المعيشية والحياتية.
حديث الطبيب أعلاه يقرع ناقوس الخطر في حال وجود من يصغي من الرسميين، لكن لا حياة لمن تنادي!
فالزيادة في حالات السكتة القلبية المؤدية للموت وفقاً للنسبة المرتفعة أعلاه في أوساط الشريحة الشابة، وبغض النظر عن دقتها، تعتبر مؤشراً سريرياً تم لحظه من قبله على أقل تقدير!
والإشارة واضحة لا لبس فيها عن المسؤولية حيال زيادة حالات الشدة النفسية وصولاً إلى السكتات القلبية والموت، ارتباطاً بالضغوط المعيشية التي يعاني منها أصحاب الدخل المحدود والغالبية المفقرة، وشريحة الشباب بشكل خاص!
فبعد حال العوز والجوع وصولاً لتسجيل رقم قياسي في انعدام الأمن الغذائي، وخاصة على مستوى انعكاسات ذلك على الأطفال الذين يموتون بسببه، نصل إلى رقم قياسي جديد بحالات الموت الناجمة عن الضغط والشدة النفسية بين الأوساط الشابة!
فالسياسات المنحازة والمجحفة هي المسؤولة بشكل مباشر عن كل ذلك، فهي من أوصلت الغالبية المفقرة إلى درجة الإنهاك الجسدي والنفسي، وصولاً إلى الموت قهراً، ولتصنف بحق هذه السياسات جريمة موصوفة جديدة تضاف إلى سجلها الحافل بالجرائم!
وكأن القائمين على البلد لا يعنيهم من سيبقى ومن سيرحل ويطفش ومن سيموت، فالأطفال يموتون جوعاً، والشباب يموتون قهراً وكمداً، ومتوسط الاعمار بانخفاض، والبقية الباقية تعيش بين الحياة والموت!
إن هذا البؤس المعمم يجب ان تكون له نهاية، ولا نهاية له الا بإنهاء مسبباته، وخاصة السياسات الظالمة والمستفيدين منها، الذين لا يعنيهم الا زيادة ارباحهم ونفوذهم، ولو كان ذلك على حساب فناء البلد بأهلها!

معلومات إضافية

العدد رقم:
1118
آخر تعديل على السبت, 06 أيار 2023 22:45