الزلزال يزيد الانهيار في بنية التعليم
عمار سليم عمار سليم

الزلزال يزيد الانهيار في بنية التعليم

في كل يوم تشرق فيه الشمس تزداد فيه الكوارث الإنسانية، وذلك قبل الزلزال، وبدون أي تدخل من الطبيعة، فالنهج الحكومي الرامي إلى إفقار الشعب، ودفعه نحو المزيد من التدهور في أحواله، يسعى بما أوتي من وسائل إلى سلب المواطنين أدنى متطلبات وجودهم لصالح أصحب الأرباح والفاسدين!

والتعليم، كما هو معلوم، هو الركن الأساسي لبناء المجتمع والوطن، وبما يحقق أمنه وتقدمه، ولكن ما جرى ويجري في الواقع التربوي هو استمرار تآكله وانهياره بشكل سريع، والسبب الأول والأهم هو: النهج الحكومي وسياسته المدمرة تجاه التعليم في سورية، اعتباراً من ضعف الإنفاق على التعليم، مروراً بسوء المناهج وضعف التخطيط، وصولاً إلى دعم الخصخصة، وغيرها من العوامل المباشرة في هدمه، وضمناً واقع الأجور طبعاً!

ولا يغيب عن الذهن، إضافة إلى العوامل والأسباب السابقة، ما يخص الحالة المعيشية للتلاميذ والطلاب، والأطفال ضمناً، من سوء التغذية والعمالة الاضطرارية والتفكك الأسري والعنف، وغيرها من الطامات التي تفتك بذهن التلاميذ، وتنعكس سلباً على تحصيلهم العلمي!

ثم لتأتي بعد كل ذلك الكارثة المتمثلة بالزلزال، لتعصف بالوضع التعليمي أكثر فأكثر، وليزداد الانهيار فيه سرعة وخطورة!

فبعد ماحل من كارثة كبيرة متمثلة بالزلزال، ازداد الوضع سوءاً بالنسبة للطلاب، فالكثير منهم أصبحوا مهجرين في أماكن شتى بدون سكن يحفظ كرامتهم، فكيف لهم أن يستمروا في الدوام والحضور إلى المدارس في ظل هذه الظروف؟
أما في الأماكن التي لم تتضرر مادياً، فقد شهدت المدارس غياب عدد كبير من الطلاب، مما أعاق العملية التعليمية، وإتمامها بشكل يحقق الحد الأدنى من الفائدة منها!

كما انعكست الحالة النفسية المتمثلة بالخوف والقلق سلباً على تركيز الطلاب واهتمامهم، وبالتالي على تحصيلهم العلمي كنتيجة!

ما هي الإجراءات الحكومية للإنقاذ؟
الإجراء الذي تم اتخاذه من قبل وزارة التربية، هو تأجيل افتتاح المدارس في المناطق المنكوبة المتضررة من الزلزال مباشرة، والحديث عن تعويض الفاقد التعليمي بالنسبة للطلاب المنقطعين، أما على مستوى المدارس المتضررة فقد كان التعويل على المجتمعات الأهلية، والمساعدات والمنظمات الدولية، في تحلل رسمي من المسؤوليات والواجبات، سواء التي تقع على عاتق الوزارة أو التي تقع على عاتق الحكومة!

فعلى الصفحة الرسمية للوزارة بتاريخ 25/2/2023، وتحت عنوان «وفد مكتب اليونسكو الإقليمي يتفقد الأضرار التي أصابت الأبنية في قطاعي التربية والثقافة في حلب»، ورد التالي:

«بهدف تقييم الأضرار التي أصابت الأبنية في قطاعي التربية والثقافة في حلب جراء الزلزال، تفقد أخصائي برامج التربية في مكتب اليونسكو الإقليمي للتربية في الدول العربية ببيروت ماركو باسكواليني، ومنسقة برامج التربية دانيا ديراني، صباح اليوم واقع مدارس(أحمد سبسبي وثانوية معاوية التخصصية، والثانوية الصناعية للبنات، وثانوية المأمون) بالإضافة إلى مدرسة زهرة المدائن، المخصصة كمركز إيواء للطلاب وأسرهم، واستمعوا لمتطلباتهم والاحتياجات اللازمة لهم، لاسيما تقديم الدعم اللازم للمعلمين والمتعلمين والأسر، ضمن برامج التوعية والدعم النفسي، وإجراءات السلامة...».

فالتحلل الرسمي من المسؤوليات لم يشمل مساعي الاستجداء من أجل الأبنية المتضررة فقط، بل شمل الاستجداء من أجل متطلبات واحتياجات الطلاب وأسرهم في مراكز الإيواء، بالإضافة إلى ما يجب تقديمه من دعم للمعلمين والمتعلمين!

فماذا بقي بعد كل ذلك من واجبات ومسؤوليات للدولة وللحكومة ولوزارة التربية؟!
وماذا سيحل بالقطاع التعليمي، كقطاع وطني هام واجب الإنقاذ، بعد كل هذا التخلي الرسمي؟!

معلومات إضافية

العدد رقم:
1111