خدمة الاتصالات والإنترنت في سورية.. تدهور مستمر
يزداد التدهور الخدمي في سورية عموماً بالتزامن مع تدهور مستوى المعيشة، وسجلت السنة الأخيرة رقماً قياساً في ارتفاع تكاليف المعيشة والخدمات حتى وصلت إلى شبه انعدامها وخاصة الكهرباء والمواصلات نتيجة أزمة المحروقات التي تعاني منها البلاد وعدم جدية الحكومة في حلها!
تبع ذلك أيضاً تدهور شديد في خدمة الاتصالات في الفترة الأخيرة ولم تقدم شركات الاتصالات أي حلّ لهذه المشكلة التي زادت الطين بلة في الواقع الخدمي للمواطن السوري.
رفع سعر الباقات والاتصالات في عام 2022
أعلنت وزارة الاتصالات في شهر حزيران 2022 عن رفع أسعار الاتصالات الخليوية لشركة سيرياتل وإم تي إن، والإنترنتadsl بنسبة 50 بالمئة بذريعة استمرار عمل شركات الاتصال وخدماتها بما يتناسب مع سعر الصرف والظروف الناتجة عن تداعيات قانون قيصر بغية تحسين الخدمة ورفع جودتها. والجدير بالذكر أن تكاليف الاتصالات والإنترنت تعد عبئاً ثقيلاً على المواطن السوري والتي أصبحت في هذا العصر ضرورة حياتية معيشية واجتماعية لا يمكن الاستغناء عنها ووسيلة من وسائل العمل الضروري بين أفراد المجتمع، فماذا حصل بعد هذا الرفع لهذه الأسعار، وما ذا قدمت وزارة الاتصالات وشركتا سيرياتل وإم تي إن من جديد؟
على امتداد تاريخ شركات الخليوي في سورية وما يقرب من 22عاماً كانت أسعار الخطوط مرتفعة مقارنة بالدول المجاورة والأسعار العالمية وكانت جودة الخدمة لا تتماشى مع تلك الأسعار، حيث المشتركون كثيراً ما كانوا يعانون من ضعف شبكة الاتصال وسوء التغطية وغيرها من المشكلات الأخرى وكانت أسعار الاتصالات في صعود مستمر والخدمة وجودتها في هبوط مستمر مع توافر إمكانات التحسين آنذاك من معدات ووقود وغيرها، فهل غيرت شركة الاتصالات من نهجها النهبوي الذي لا ينفصل عن نهج وسياسات الحكومات السابقة والحالية؟
تردي الشبكة وصل إلى أعلى معدلاته إلى مرحلة انعدامها
تعاني المناطق الريفية والواقعة على الحدود وأطراف المدن من تردي خدمة تغطية الهاتف المحمول وبيانات الإنترنت منذ فترة طويلة دون أية حلول تقدمها شركات الاتصال الخليوية بهذا الصدد، وبعد أزمة الكهرباء والوقود الحالية وصلت إلى مرحلة العدم حيث أكثر من 15ساعة في اليوم لا توجد أية تغطية إنترنت في كامل المنطقة والاتصال الخليوي شبه معدوم دون أية نتائج ترجى من الشكاوى المقدمة. مع امتداد هذه المشكلة إلى قلب المدن والعاصمة دمشق حيث لا تنجو من هذه المشكلة إلا الأحياء المرفهة والغنية.
الربح أول وآخر أهدافهم
بعد رفع أسعار المكالمات وباقات الإنترنت قامت شركتا سيرياتل وإم تي إن بطرح عروض لها كباقات شهرية وأسبوعية ويومية وهي بأسعار متفاوتة تكلف المشترك وسطياً مالا يقل عن 15ألفاً شهرياً علماً أن هذه العروض لفترات محدودة ولكن ما النتيجة منها؟ النتيجة أن غالبية المواطنين وهم الشريحة المفقرة يدفعون ثمن هذه الباقات دون أن يحصلوا على أية خدمة في المقابل، وهذا ضرب من الاستغلال والظلم الواضحين في هذا التعامل. حيث يخسر المواطنون أموالهم مع خسارتهم للخدمة والأضرار المترتبة على هذا التردي في الخدمة.
سياسات طبقية متحيزة
من المؤكد والواضح أن شركات الاتصالات ليست خاسرة فضلاً عن أنها صاحبة الربح الأقصى، والخاسرون هم المواطنون الذين يتم استغلالهم بشتى مناحي الحياة الاقتصادية والخدمية لصالح أصحاب الأرباح بهذه السياسات الليبرالية التي تكرس الفقر، وهكذا تضاف هذه المعاناة إلى قائمة الكوارث التي يعيشها الشعب السوري المنهوب.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1102