الرقة.. فيروس خطر يهدد حياة الأطفال!
لا شك أن ما مر على محافظة الرقة ريفاً ومدينة خلال الأزمة، لا يختلف كثيراً عما جرى في غالبية سورية، وإن اختلف الشكل واختلفت النسبة قليلاً!
ومن جملة ما تعانيه الرقة من أزمات معيشية وخدمية، بالإضافة الى مشكلة تقسيم مناطق النفوذ فيها، بين سلطة الدولة ونفوذ «قسد»، تتفاقم الأزمات الصحية، وصولاً إلى ظهور أمراض غريبة ومستجدة فيها، كان آخرها رصد مرض جديد يصيب الأطفال، لم يتم التوصل لتشخيصه وتوصيفه الدقيق حتى الآن!
فيروس مجهول ينال من الأطفال
في الأسبوع الماضي، بعد عاصفة مطرية كبيرة استمرت لساعتين متواصلتين، وبعد يومين من ذلك، اجتاح أطفال الرقة فيروس مجهول الهوية، حيث يصيب الأطفال الصغار ما دون السنوات الخمس، ويسبب لهم التهابات صدرية.
وقد امتلأت المشفى العام والمشافي الخاصة بهم، وتعرض عدد منهم للموت، وخاصة من هم دون السنتين!
وبحسب تشخيص بعض الأطباء، إن السبب فيروس مجهول الهوية، وكلّ يجتهد في العلاج حسب معرفته، وقد تمت إحالة الكثيرين إلى مشفى الأطفال في دمشق.
آراء الأطباء
تعددت آراء الأطباء في الرقة، ولعدم وضوح الأمر فإن الإصابات تزداد، لكن غالبيتهم قالوا بأن الإصابات تعتبر فيروسية من فئة rsv وتصيب الرئة، وليس جرثومية، والفيروس معدٍ جداً عن طريق السعال والرذاذ، والأطفال ذوو عمر أشهر من الصعب أن ينجوا من الموت!
وحسب ما قاله الطبيب (أ/ ن) والمسؤول عن الأمراض الفيروسية في الرقة: بتصوري وحسب الحالات، أن المسبب واضح، وهو أحد فيروسات الانفلونزا a سواء كان انفلونزا الطيور h1n4 أو الخنازير h1n5 وذلك للاعتبارات التالية:
1 – العينات عشوائية وليست من مُضعّفي المناعة.
2 – العدوى سريعة خلال يومين والعدوى في العائلة.
3 – الإصابة عرضية في عدد كثير من الحالات.
4 – الوفاة السريعة قبل قصور الأعراض العديدة.
5 – لا أعتقد أنه أخطر من كورونا، وممكن ذلك من خلال الصفات السابقة، ومستبعدة جميع المسببات الفيروسية الأخرى لوضوح الأعراض.
أما الدكتور (ب/ ح) فقد قال: إن أعراض المرض أقرب لانفلونزا الخنازير ولا شك في ذلك!
أعراض المرض
بحسب بعض الأطباء، فإن المرض تبدأ أعراضه بسيلان للأنف وأحياناً نزيفاً، مع سعلة خفيفة وعطاس وحرارة بسيطة، وبعد يومين تظهر أعراض جديدة، منها: نقص أكسجين وحرارة عالية وصعوبة في التنفس، ثم حرارة عالية جداً، وبلغم في الصدر وسعلة مستمرة وصعوبة في الرضاعة للأطفال الرّضع.
إجراءات ضعيفة
برغم كل ما سبق، لم تجر دراسة طبية للجائحة، واقتصرت الإجراءات على ما أصدره ما يسمى مجلس الرقة المدني التابع لـ«قسد» بالقرار رقم 4 تاريخ 17/12 والذي يتضمن التالي: «بناءً على مقترح لجنة التربية والتعليم ولجنة الصحة، ونظراً للظروف الجوية وانتشار الانفلونزا (كريب) بين الطلاب في مدارس الرقة، تقرر: تعليق الدوام الرسمي في المدارس والمعاهد والروضات الخاصة لمدة أسبوع من تاريخ 18/12 ولغاية 24/ 12».
وبتوقيع الرئاسة المشتركة لمجلس الرقة المدني
ومن خلال متابعة مراسل قاسيون للأوضاع في الرقة مع الأطباء والأهالي، ومتابعته للمصابين المحولين إلى مشفى الأطفال في دمشق، تبين أن التعامل مع الجائحة التي تهدد الأطفال ما زالت قاصرة حتى الآن!
ففي مشفى الأطفال في دمشق، لم يرشح أي شيء عن طبيعة الجائحة ومسبباتها وكيفية وصولها إلى الرقة وانتشارها، كما أن معظم الأطفال المصابين دون أسرّة بسبب كثافة الإصابات، فهناك في كل سرير 3 أطفال على الأقل، والخوف يبدو مشروعاً من انتشار الفيروس في بقية المناطق.
لسنا مع التهويل في الأمر طبعاً، لكن بالمقابل، لا بد من قرع ناقوس الخطر الصحي تنبيهاً وتوعية بالحد الأدنى، مع زج الإمكانات من أجل الوصول إلى التشخيص الصحيح للمرض، كي يتم التمكن من تطويقه ومعالجته.
برسم الحكومة ووزارة الصحة
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1101