الساكورا.. وأولويات الحكومة في ظل تفاقم الأزمات!
هل تعرفون كيف تصاغ أولويات مهام العمل الحكومي في ظل استمرار الأزمات وتفاقمها؟!
إليكم مثال حي وجديد عن ذلك!
فقد تفرغ عدد من المسؤولين خلال الأسبوع الماضي للقيام بحملة تشجير في الحدائق المحيطة بساحة الأمويين بدمشق، تم خلالها زراعة عدد من أشجار الساكورا اليابانية.
قائمة المتفرغين للمهمة الرسمية والجليلة أعلاه شملت كلاً من وزير الزراعة والإصلاح الزراعي، ومحافظ دمشق، ومعاوني الوزير، ومديري الحراج ووقاية النبات في الوزارة، وجمعية حديقة السبكي ومدير الحدائق في دمشق، وعدد من الفعاليات الأهلية في المحافظة، وبحضور رئيس جمعية الصداقة السورية اليابانية، وذلك بحسب الخبر الوارد عبر وكالة سانا بتاريخ 9/12/2022.
يأتي التفرغ أعلاه، والذي شمل عشرة رسميين على أقل تقدير، مع مرافقيهم وسياراتهم، في الوقت الذي أعلنت فيه الحكومة عن تخفيض مخصصات السيارات الحكومية من المشتقات النفطية، وتخفيض مخصصات المحافظات من هذه المشتقات، ووقف التكليف بالعمل الإضافي، وفي ظل استمرار تفاقم الأزمات في طول البلاد وعرضها، والتي يدفع ضريبتها المواطنون بشكل لحظي على حساب حياتهم ومعاشهم وخدماتهم!
فأهمية الحدث تبدو عظيمة بلا شك استناداً لكل ما سبق، فهذه الأهمية تتأتى عادة من طبيعة ونوعية الرسميين المشاركين فيه وعددهم، فكيف الحال مع عدد المشاركين أعلاه وطبيعة مسؤولياتهم ومهامهم الرسمية؟!
ففي معرض تعليقه على المشاركة الرسمية بهذا الحدث الهام، قال وزير الزراعة: «إن شجرة الساكورا التي تمت زراعتها اليوم تشكل رمزاً مهماً عند الشعب الياباني، وسيتم بالمقابل تقديم مجموعة من غراس الياسمين الدمشقي لزراعتها في العاصمة اليابانية طوكيو».
لن نقلل من أهمية حملات التشجير طبعاً، كما لن نقلل أيضاً من أهمية وضرورة تمتين العلاقات الرسمية مع الدول والمنظمات الدولية، لكن الحدث أعلاه، زراعة شجرة الساكورا وتقديم غراس الياسمين الدمشقي لطوكيو، مع كثافة الرسميين فيه، ربما يعكس تماماً حال الانفصال الرسمي عن الواقع البائس الذي تعيشه البلاد بمواطنيها!
ومع ذلك لن نكفر بالياسمين الدمشقي، ولا بالساكورا اليابانية، بل سيزيد كفرنا بالحكومة، مع تزايد نقمتنا على سياساتها وموبقاتها!
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1100