انفراج إعلامي فقط
في نهاية شهر نيسان الماضي، وخلال اجتماع المجلس العام للاتحاد العام لنقابات العمال، أعلن رئيس مجلس الوزراء عن وصول ناقلة محملة بالنفط الخام إلى ميناء بانياس في محافظة طرطوس، قائلاً: «وردني الآن اتصال هاتفي أنه رست سفينة قبل قليل تحمل مليون برميل من النفط في ميناء بانياس».
بعد ثلاثة أسابيع من ذلك تم رفع سعر البنزين غير المدعوم والمازوت الصناعي، وكان من المتوقع أن تُحل مشكلة المشتقات النفطية ولو جزئياً، لكن ذلك لم يتم، فالأزمة مستمرة برغم وصول ناقلة النفط، وبرغم الرفع السعري!
تخفيض مخصصات
خلال الأسبوع الماضي، وبتاريخ 19/5/2022، كشف عضو المكتب التنفيذي للمحروقات في محافظة ريف دمشق عبر صحيفة الوطن، عن تخفيض مخصصات المحافظة من مادتي البنزين والمازوت من قبل شركة محروقات ابتداء من الأسبوع القادم، معيداً السبب في ذلك إلى قلة التوريدات، ما ينعكس على مخصصات المحافظة، قائلاً: «إن عدد طلبات مادة المازوت المخصصة حالياً للمحافظة 23 طلباً من مادة المازوت، منها 9 طلبات للنقل، وتبلغ مخصصات البنزين للمحطات الخاصة 17 طلباً يومياً، مبيناً أن وضع المادة حالياً لم يختلف عن الشهر الماضي».
ومن المعلوم أن تخفيض المخصصات من قبل شركة محروقات هو أمر عام يشمل جميع المحافظات غالباً، أي إن الوعود بانفراج الأزمة لم تكن إلا وعوداً إعلامية خلبية، ورفع السعر لم يؤدٍّ إلا إلى مزيد من الضغط على السوق السوداء، التي تتوفر بها كميات كافية من المشتقات النفطية وبشكل دائم، ليصبح السعر الرسمي الجديد هو عتبة سعرية لمزيد من الاستغلال عبر هذه السوق، ولمصلحة حيتان الفساد المستفيدين منها.
المواطنون غير غافلين
المواطنون الذين ملوا من الأزمة المستمرة ووعود حلها، واكتووا بنار استغلال حاجاتهم عبر السوق السوداء، عبّر كل منهم عما جرى ويجري بطريقته وأسلوبه، وفيما يلي بعض تعليقات هؤلاء:
«لك مو ع أساس صرح رئيس الحكومة انو التوريدات عالطريق وايام قليلة ورح تنفرج الأزمة!».
«مرة بيقولوا انفراج بسبب التوريدات وبعد ساعات تقنين بسبب قلة التوريدات حيرتونا..!»
«هيك بخفضو المدعوم وببيعوهن غير مدعوم.. هيك اربحلن».
«يلا منيح صار التجار عندها مبرر لترفع أسعارها».
«عأساس رفعو السعر لتتأمن المادة.. والله لو في احترام لعقول الناس ما بتعملوا هيك».
«ما حدا مبسوط من هالأزمة إلا جماعة السوق السودا!».
والنتيجة أن من فُرجت عليهم هم كبار الناهبين والفاسدين وحيتان السوق السوداء فقط لا غير!
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1071