مشفى العيون في ابن النفيس هل الرمد أحسن من العمى!؟
المشافي الحكومية على الرغم كل ما يطالها من نهبٍ وفسادٍ وخصخصة غير مباشرة من تحويل بعضها إلى هيئات مستقلة، والاستشفاء فيها للمواطنين بتكاليف أقل من المشافي الخاصة الفاحشة التكاليف، وعلى الرغم من الجهود التي يبذلها العاملون فيها من جهود، سواء كانوا أطباء أخصائيين أو أطباء مقيمين وممرضين، والتي لا تتناسب مع الأجور التي يتلقونها، إلاّ أن تكاليف الاستشفاء في هذه المشافي أصبحت مرهقةً كثيراً للغالبية من المواطنين الفقراء الذين لا مفر أمامهم من ارتيادها نتيجة تدهور الأوضاع الصحية العامة والتلوث وسوء التغذية وغيرها، ناهيك عن ظروف الأزمة المستمرة منذ أكثر من عقد.
مشفى العيون في ابن النفيس
الخدمات التي يتم تقديمها في مشفى العيون في ابن النفيس كهيئة مستقلة عديدة سواء في العيادات الخارجية في العمليات المتنوعة المتعلقة بالشبكية والعدسات و(الساد) المي البيضة باللهجة العامية وغيرها وغالبية المرضى هم من الفقراء وكبار السن الذين لا حول لهم ولا قوّة أمام الأوضاع الاقتصادية المعاشية والأجور الهزيلة.
المريض يشتري المواد؟
على سبيل المثال لا الحصر: العملية الجراحية لـ (الساد) أي سحب المياه البيضاء من العين، يضطر المريض لتسديد مبلغ 75 ألف ليرة كبداية ريثما تحسب تكاليف العملية بعد انتهائها وتخريج المريض، ويعاد له الباقي بعد خصم التكاليف، وغالباً، يعاد له ما بين الثلث والنصف، لكن ما يرهق المواطن المريض هو تحميله شراء المواد اللازمة للعملية من مواد طبية ومشارط وخيوط طبية وعدسات وحتى الطاقية والأحذية الواقية التي يتم إلباسها للمريض قبل العملية، حيث يعطى قائمة بها لشرائها، وحسب أقوال العاملين في المشفى: إنها غير موجودة، لذا يجري تحميلها للمريض، فهل هي فعلاً غير موجودة ولماذا؟ وهذا السؤال برسم إدارة الهيئة العامة لمشفى العيون ووزارة الصحة!
إضافة إلى ذلك، يتحمل المريض وذووه مشاق الحصول على هذه المواد من المراكز الطبية التي تبيع هذه المواد، بسبب عدم توفرها الكامل ودوّامة البحث عنها، بالإضافة لتفاوت الأسعار بين مركز بيعٍ وآخر، وتفاوت نوعية هذه المواد، ناهيكم عن تكاليف النقل المرهقة في دوّامة البحث عن هذه المواد والتي تفوق أو تساوي قيمتها.
هل الرمد أحسن من العمى؟
أخيراً، ربما يقول البعض قياساً بما يتحمله المواطنون في المشافي الخاصة، وبلغة طب العيون: الرّمد أحسن من العمى. لكن، هذا القول وهذا الرمد أصبح كالعمى بالنسبة لغالبية المواطنين السوريين الفقراء الذين باتوا تحت خط الفقر والجوع، بسبب السياسات الليبرالية التي أوقعتهم تحت رحمة كبار الناهبين والفاسدين الذي يستغلون حتى مرضهم وآلامهم، ولم يكن ذلك عشوائياً.. بل بفعل فاعل متعمد، وبالتالي أصبح تخليص المواطنين من معاناتهم هذه بالقطع الكامل مع هذه السياسات وضرب قوى النهب والفساد الكبير، واستعادة الدولة لدورها اتجاه الشعب سواء بتأمين صحة المواطنين المجانية، أو بأن تكون الأجور موازية للأسعار، ليتخلص المواطن من الرمد والعمى معاً، ليستطيع أن يرى الحقائق، وأن يرى سماء الوطن وأفق التغيير!
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1070