قانون الطوارئ على حبوب السيتامول
آخر النهفات المضحكة المبكية فعلاً، والتي تبين إلى أين وصلت محاولات التضيق والخنق المستمرة على المواطن الذي يعيش حالة انهيار اقتصادي اجتماعي من المستوى الرفيع، هي إصدار فرع نقابة الأطباء في ريف دمشق توصية لفرع نقابة الصيادلة بعدم صرف الأدوية من قبل الصيادلة دون وصفة طبية نظامية مكتوبة من قبل الأطباء وممهورة بختم وتوقيع الطبيب حصراً، وذلك حسب التوصية، حفاظاً على مصلحة كل من الطبيب والصيدلاني والمريض.
هذا المواطن الذي لا يمكنه أن يؤمن كفاف يومه، ويعاني من هوة كبيرة بين واقع الأسعار ومستوى المعيشة الأكثر من جنوني «لا يمكن أن يتقبله العقل حتى هذه اللحظة» وواقع الدخل الشهري الزهيد الذي لا يمكن معه تأمين بضع احتياجات أساسية لا تتعدى الأيام الأولى من كل شهر، جاءت نقابة الأطباء لتزيد الطين بلة، وتطالب بالامتناع عن صرف الأدوية دون وصفة طبية مع ختم وتوقيع حصراً.
فلا دواء بلا وصفة طبية، ودون ذلك يعني ترك المواطن يصارع الموت بلا دواء، فمن يستطيع من هؤلاء المفقرين زيارة الطبيب وتسديد تكاليف المعاينة للحصول على نشرة طبية؟
فأغلب المواطنين يعتمدون على خبرة الصيدلي لتوصيف الحالة المرضية بشكل مجاني، والحصول على الدواء دون ذلك العناء الذي تخطط له نقابة الأطباء.
ولنتخيل مدى الوضع الكارثي الذي سيصل إليه السوريون في حال تطبيق مضمون التوصية وتعميمه فعلاً، وكم سيستسلم الكثيرون لمصيرهم المحتم بالموت.
فلا أموال إضافية لرفاهية زيارة الطبيب، وفي حال طبق ما ترنو إليه النقابة ضمن محافظة ريف دمشق، فمن المؤكد أنه سيتم تعميم التجربة على جميع المحافظات لاحقاً، ولنتخيل الوضع الكارثي حينها!
وربما من حسن حظ المواطنين المفقرين أن توصية نقابة الأطباء أثارت امتعاض نقابة الصيادلة، التي اعتبرت ذلك تعدياً على صلاحياتها، حيث لا يمكن لنقابة الأطباء أن تصدر مثل هذا التعميم فكل مسؤول عن نقابته، وذلك حسب تصريح نقيبة صيادلة سورية. مضيفة أنه حسب جدول OTC الذي يضم الأدوية التي يمكن صرفها دون وصفة، فهناك أنواع عديدة من الأدوية يمكن للمريض الحصول عليها دون وصفة طبية، مثل: الباراسيتامول والسيتامول وغيرها الكثير، في حين أنه توجد أدوية لا توصف إلا بموجب وصفة طبية كالأدوية النفسية.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1033