كارل ماركس يزور دمشق 2021

لماذا يزور ماركس مدينة دمشق؟

تفاجأ كارل ماركس اليوم بأن ما كتبه في رأس المال المجلد الأول- الجزء الأول- الفصل الثامن- الصفحات 357- 358، قبل حوالي 150 عاماً ينطبق تماماً على واقع الحال في مدينة دمشق اليوم.
استشهد ماركس بالدراسات التي تتحدث عن حالات الغش في المواد الغذائية داخل الأسواق البريطانية والفرنسية، ونقل عن الكيماوي الفرنسي شيفالييه عن مختلف أساليب الغش بالنسبة للكثير من المنتجات الغذائية الضرورية للإنسان.
وهكذا، عدد حوالي 600 طريقة للغش، ومنها: ستة أساليب لغش السكر وتسعة لغش زيت الزيتون وعشرة للزبدة، اثنا عشر للملح وتسعة عشر للحليب، وعشرون للخبز، وأربع وعشرون للطحين، وثمانية وعشرون للشوكولا، واثنان وثلاثون للبن، وثلاثون للخمور، وكتب معلقاً بأحد الهوامش: «وحتى الرب الرحيم لم يتمكن من تجنب هذه القسمة».

الغش من أوروبا إلى سورية

وكان هول المفاجأة، أن الرأسماليين السوريين قد تعلموا طرق الغش من الرأسماليين الإنجليز والفرنسيين «أساليب الغش في القرن التاسع عشر» لذلك قرر أن يزور مدينة دمشق بعد أن سمع العديد من الإشاعات «المغرضة» التي تقول: إن الرأسماليين السوريين يبيعون للشعب السوري غذاءً مغشوشاً، فهل هذا صحيح؟
التقى ماركس مع أبي أحمد الذي حدثه عن «خناقاته» مع أم أحمد بسبب زيت الزيتون المغشوش والمخلوط بأشياء أخرى وزار أبا اصطيف الذي حدثه عن معاناته مع الجبنة الغريبة «الناشفة» واللبنة التي تشبه كل شيء إلا اللبنة والخبز غير المخبوز جيداً والشاي منتهي الصلاحية.
أما أم صياح، فحدثته بأسىً عن السمن المغشوش والزبدة المزيفة والمرتديلا غريبة الطعم والرائحة والشكل، واللبن المخلوط بالماء والفلافل المطحون مع الخبز اليابس والتوابل المخلوطة مع الخبز «المعفن» والغذاء السيء عموماً.
فقصة أبي أحمد وأبي اصطيف وأم صياح هي قصة عدد كبير من الناس الواقعين بمستنقع غش الغذاء!

المجلد الجديد

بناءً على ما شاهده ماركس من غش للمواد الغذائية في مدينة دمشق قرر تأليف مجلد جديد لكتابه رأس المال، ليتحدث فيه عن الطرق التي يبدعها الرأسماليون السوريون «تعلموا من الأوروبيين» للنيل من غذاء السوريين البسطاء في حزيران 2021. فانتظروا صدور المجلد الجديد بحرارة أيها القراء السوريون.