المراحل الانتقالية... مزيد من الأمّية وسوء الأداء!
احسان عمر احسان عمر

المراحل الانتقالية... مزيد من الأمّية وسوء الأداء!

لا شك أن التعليم يحتاج إلى تطوير في كل مرحلة وفق ضرورة المتغيرات ولمواكبتها، ولتمكين الجيل من التعلم وتجاوز المعيقات التي تمنعه من ذلك ولكن منذ أن رفعت وزارة التربية شعار تطوير التعليم وجدنا أن النتائج أصبحت معكوسة.

فبدل أن تعطي نتائج مرضية ارتفعت نسبة التسرب والأمية إلى درجة غير مسبوقة منذ 2011 وتحديداً بعد كل تغيير للمناهج، أو إن صح القول: سلسلة التغييرات التي تعج بالمشكلات والصعوبات، ولم نلمس منها أية نتائج مرضية.

الاختباء وراء الأصابع

قد يفشل مدرس أو اثنان أو ثلاثة برفع سوية المتعلم، ولكن أن يكون فشل الطلاب هو الغالب، فمن المؤكد أن المعلمين بريئون من هذا التردي في التعليم، لذلك تقوم وزارة التربية بوضع نتائج وهمية على وثائق الطلبة على أنهم ناجحون، وهي عملية الاختباء وراء الأصابع!

فكيف يتم ذلك ولمصلحة من؟

في هذا العام الدراسي 2020-2021 عمدت وزارة التربية إلى تعميم نماذج للمحصلات، وقاموا بتغييرها ثلاث مرات على التوالي، متجاهلين الجهد المُلقى على المعلمين من جمع وتقسيم، عدا عن عبء تصحيح الأوراق، ولا أدري ما هي المصلحة التي يجنيها الطلاب من هذه المحصلة التي تفضي إلى رفع درجاته بالنهاية، وإلى تضاؤل دور الاختبارات، علماً أن نتائج الاختبارات هي المعوّل عليها في تقييم مستوى الطلاب، وهذه حقيقة لا ينكرها المتخصصون في التربية والمهارات، فكيف يعطون الاختبارات40% من الدرجات؟
نظام المرايا مقسم إلى أجزاء، وهي درجة النشاط والوظائف والشفهي والمذاكرات، فالمذاكرات الشهرية نسبتها من الدرجة العظمى 20% أما الامتحانات الفصلية فنسبتها 40%.
فهل يعقل أن نقيم مستوى الطالب تقييماً تقديرياً؟
ونلحظ من هذه الطريقة في تدوين الدرجات أنها تفتح المجال أمام المدرسين لرفع مستوى الدرجات بشكل تقديري، وفق الحاجة إلى نسبة النجاح، بغض النظر عن مستوى الطالب الحقيقي.
فمثلاً: لا توجد أسس يمكن من خلالها وضع درجة النشاط أو الاختبارات الشفهية، لأن الاختبارات الشفهية تحتاج إلى هامش زمني يفوق عشرات المرات مدة الاختبارات الكتابية، ونتيجة هذه الطرق نجد طلاباً لا يتقنون القراءة والكتابة، ولا يستطيعون أن يحلوا أسهل معادلة في الرياضيات يحصلون على معدل في الجلاء المدرسي يفوق الـ 60% في كل مادة، فلا يعلم ذووه أن مستواه العلمي أقرب إلى العدم، ولا يسعون إلى تحسينه بالنتيجة، وتتراكم المشكلات في المراحل التالية لها.
يقول أحد المعلمين: أشعر بعد كل العناء من تصحيح الأوراق أن جهدي ذهب سدىً، بعد أن أرى الراسبين والحاصلين على درجة أقرب إلى الصفر وقد نالوا أكثر من 60% في المحصلة، ومثله كثيرون.
فالظاهر أن سياسات التعليم في وزارة التربية ترمي إلى نشر الأمية والتخلف العلمي في مؤسسة ينبغي أن ترتقي بعقول أبنائنا.

معلومات إضافية

العدد رقم:
1019