هل مازوت التدفئة إلى مزيدٍ من تخفيض الدّعم؟

هل مازوت التدفئة إلى مزيدٍ من تخفيض الدّعم؟

خسر المواطنون، وبغمضة عين، 100 ليتر من مخصصات مازوت التدفئة لهذا العام، حيث فجأة ودون سابق إنذار تم تخفيض الكمية المخصصة المسجل عليها من قبل المواطنين من 200 ليتر، كاستحقاق قيد التنفيذ بموجب التطبيق «وين»، إلى 100 ليتر.

عملياً فإن الكثير من المواطنين لم يستلموا مخصصات العام الماضي من مازوت التدفئة حتى الآن، والبعض المحظوظ ممن استلم مخصصات العام الحالي، والبالغة 200 ليتر، فوجئوا برصيد سالب في برنامج «وين» بواقع 100 ليتر، أي: كأن هناك ذمة عليهم بواقع 100 ليتر، ربما سيتم استيفاؤها من مخصصات العام القادم بالنسبة لهؤلاء!

المسؤولية بعهدة تكامل!

لم يتم توضيح ما جرى بمخصصات مازوت التدفئة، وفقاً لما سبق أعلاه، بشكل رسمي، وجل ما تم تداوله عبر وسائل الإعلام عن الموضوع هو ما أوردته صحيفة البعث بتاريخ 17/2/2021، عن لسان مهندس مختص، رفض ذكر اسمه كونه ليس مخولاً بالتصريح، بقوله: «إن الإجراء الذي اتخذته تكامل تقني فقط، وهو عادي ولن يؤثر على الكميات، مشيراً إلى أن الموضوع عملية حسابية فقط لا غير، ومجرد الانتهاء من التوزيع الكامل لكمية 100 ليتر لكل أسرة سيعود البرنامج كما كان ويضع الرقم السابق بعد أن تتساوى الأسر بالتوزيع».
التصريح أعلاه يستبعد مسؤولية محروقات عن الكميات المخصصة والكميات المسجل عليها والكميات المسلمة، ويُجيّر الأمر على شركة تكامل فقط على أنه إجراء حسابي لا غير، وكأنه مقترن بالتطبيق المسؤولة عنه فقط.

تخفيض الدّعم والضغط للاتجاه إلى السوق السوداء

من الناحية العملية، فقد جرى تخفيض الدعم على مازوت التدفئة خلال الفترة الماضية من خلال تخفيض كمية المخصصات لكل أسرة من واقع 400 ليتر إلى 200 ليتر، وواقع التأخر في تسليم المخصصات يبدو شكلاً إضافياً من تخفيض الدعم من خلال عامل الزمن.
فهل سيكون هناك تخفيض إضافي غير معلن على دعم مازوت التدفئة من خلال تعديل كمية الاستحقاق من 200 ليتر إلى 100 ليتر بحسب تطبيق «وين» بحسب ما تم لحظه مؤخراً؟

واقع الحال يقول: إن التأخر بعمليات تسليم مخصصات مازوت التدفئة، سواء عن العام الماضي أو الحالي، دفعت الكثيرين إلى الاستعانة بالمتوفر في السوق السوداء من هذه المادة اضطراراً، والذي وصل سعر الليتر فيها إلى أكثر من 1500 ليرة خلال الأسبوع الماضي مع موجة البرد والصقيع الذي أتت خلاله.
بمعنى آخر، فإن الإجراءات المتخذة من الناحية التنفيذية، سواء كانت المسؤول عنها محروقات أو تكامل، وسواء كانت فعلاً تتضمن تخفيضاً للدعم أم لا، فهي تضغط على المواطنين من أجل اللجوء إلى قنوات الفساد والاستغلال عبر السوق السوداء، التي تتوفر فيه المادة بالكميات الكافية، لنُعيد طرح السؤال المكرر دائماً:
من أين لهذه السوق تلك الكميات من مازوت التدفئة، طالما أمره محصور بعهدة محروقات فقط؟!

معلومات إضافية

العدد رقم:
1006