مواصلات دف الشوك شكلية وهي ليست استثناءً

مواصلات دف الشوك شكلية وهي ليست استثناءً

رغم كل المعاناة التي يشتكي منها القاطنون في منطقة دف الشوك من سوء الخدمات عامة، والتي سبق ذكرها في أعداد ماضية، من كهرباء ومياه وحفر في الطريق ووحل في الشتاء، فقد أضيفت إلى ذلك مشكلة المواصلات الكبيرة، التي تزايدت مؤخراً.

المشكلة المتمثلة بالمواصلات تزداد خطورة بالتزامن مع الخشية المشروعة من وباء كورنا، الذي يضرب البلاد، وخاصة في موجته الثانية.
فما هو حال المواصلات في هذه المنطقة؟

معاناة بعلم الجهات المعنية

في هذا الحي، الذي يقع في جنوب دمشق، ويعد من المساكن العشوائية الذي يتبع قسم منه لمدينة دمشق، وقسم منه لريف دمشق، يعاني أهله الأمرين في المواصلات، وخاصة في ساعات الصباح والذروة.

فإما أن يمشي المواطن مسافة كيلو متر على الأقل ليصل إلى شارع الزاهرة الجديدة، ليستقل أحد السرافيس، أو الباصات التي تنقله إلى قلب العاصمة، أو أن ينتظر طويلاً ليجد الـ «ميكروباص» الذي سيقف فيه غالباً دون الحصول على مقعد فيه، والذي تتوقف وظيفته على السير كسرعة السلحفاة ليجمع المزيد من الركاب ويحشرهم فيه، متجاوزاً كل قوانين السير والسلامة، ويكون فيه الازدحام مزعجاً لدرجة عدم القدرة على الحراك، أو حتى النزول في المكان المقصود، ولا ننسى عرض الطريق الذي لا يتجاوز المترين والنصف، والأرصفة المشغولة التي تعطل المشاة وتعرضهم للخطر، عدا عن استئجار السائقين لجباة يسيئون التعامل مع الركاب بسوء أخلاقهم.

فكثير من المواطنين يفضل السير على الأقدام، إذا كان يقصد مكاناً قريباً لا يتجاوز الـ 4 كيلو متر، فبالنتيجة هي إرهاق للراكب الذي يقضي ركوبه واقفاً، ولم يوفر عليه من الوقت إلا خمس أو عشر دقائق في أحسن الأحوال!
أما في أوقات الصباح فالمعاناة تتضاعف، إذ يتعذر أن يجد الموظف، أو الطالب ما يوصله إلى مقصده في الوقت المناسب، فأكثر الميكروباصات العاملة على هذا الخط متعاقدة مع طلاب المدارس، ذهابا وإياباً، فلا سبيل أمام المواطن إلا المسير على الاقدام مسافة تتعب قدميه وتؤخره عن عمله ممارساً رياضة المشي السريع!
وكل هذا يجري على مرأى ومسمع المحافظة، وإدارة المرور.

مشكلة معممة

معاناة أهالي منطقة دف الشوك مع المواصلات ليست استثناءً، فهذه المعاناة من السهولة تعميمها على سائر خطوط المواصلات في مدينة دمشق وريفها دون استثناء.
فباصات النقل الداخلي في العاصمة لا تتحرك من مواقفها إلّا بعد تحميل الحافلة أكثر من طاقتها، في ظل انتشار هذا الوباء القاتل، معرضة الركاب لخطر العدوى، وربما عمليات النشل والسرقة أيضاً!

أما الازدحام على سرافيس النقل فحدث بلا حرج، فقد تزايدت شدة الازدحام مؤخراً وبشكل كبير على كافة خطوط النقل، وخاصة في مراكز الانطلاق، حيث باتت الحشود المتجمعة بانتظار السرافيس بؤرة لنقل الأمراض، فكيف مع الخشية من الوباء المخيف؟! بالإضافة إلى ما تسببه هذه التجمعات أحياناً من مشاكل وخلافات بين المواطنين أثناء تدافعهم للحصول على موطئ قدم في إحدى وسائط المواصلات، والتي تؤدي إلى تبادل السباب والمشاجرات في بعض الأحيان!

إجراءات غير كافية

على الرغم من الحديث عن الإجراءات الكفيلة بتنظيم عمل السرافيس، كالحديث عن بطاقة الرقابة الكيلومترية، وتحديد المخصصات من المازوت يومياً لكل وسيلة مواصلات عامة، إلّا أن ذلك لم يتم المطلوب منه، بل على العكس، فقد أصبحت الإجراءات الرسمية نفسها ذريعة كي تتهرب بعض السرافيس من العمل على خطوطها، لتأتي أخيراً مشكلة تأمين المازوت وطوابيرها ذريعة جديدة، ومحقة، فالازدحام على الكازيات للتعبئة يستغرق الكثير من الوقت، وطبعاً ذلك على حساب ساعات الخدمة والعمل، هذا إن أغفلنا ما يقال عن بيع كميات المازوت المخصصة لكل منها عبر السوق السوداء، وبالتالي توقفها عن العمل بشكل نهائي.
فكل الإجراءات المتخذة حتى الآن ما زالت قاصرة عن حل مشكلة المواصلات، والدليل هو ما يعاني منه المواطن يومياً.

في دائرة المسؤولية والمسائلة

كل ما ذكر آنفاً يضع المعنيين في دائرة المساءلة، بالإضافة إلى تحملهم مسؤولية زيادة انتشار الوباء، وكل ما ينتج عن تدهور خدمة المواصلات والخدمات الأخرى.

فمتى ستنظر المحافظة وإدارة المرور إلى هذه المعاناة اليومية التي ترهق المواطن وتزيده إنهاكاً فوق ما يعانيه من ضيق معيشي وخدمي، ومتى ستعمل جادة وتباشر بحل هذه المعضلة بعيداً عن التسويف والمماطلات والاستهتار؟

ومتى سننتهي من موضوعة تأمين الكميات الكافية من المازوت المخصص لوسائل المواصلات، التي أصبحت ذريعة، كما باتت وسيلة نهب وفساد وسوق سوداء، على حساب مصلحة المواطنين بالنتيجة؟!

معلومات إضافية

العدد رقم:
996