السكن الجامعي مجدداً..

السكن الجامعي مجدداً..

السكن الجامعي في المزة، الذي يقطنه أطباء ومهندسو المستقبل، والجامعيون بجميع اختصاصاتهم، والمفقرون من هؤلاء بشكل خاص، وبكل اختصار، بات عبارة عن غرف لا تصلح للسكن البشري، فهي تحتاج إلى الصيانة الجذرية، بحيث تشمل كل شيء، وكل تفصيل فيه. 

عموماً، فإن الغرف في الوحدات الجامعية بمساحه صغيرة جداً، ومع ذلك فهي مكتظة حيث يقطنها ٧ طلاب، مع العلم بوجود بعض الغرف، بل وطوابق شبه كاملة في بعض الوحدات مخصصة لأصحاب النفوذ والوساطات.

التمديدات الكهربائية في الوحدات السكنية، وفي الغرف المخصصة للطلاب سيئة جداً، وهذا الأمر ليس جديداً، بل قديم جداً، ويشهد الطلاب بين الحين والآخر احتراق بعض الغرف بسبب الماس الكهربائي فيها، وآخرها الغرفة التي احترقت منذ عدة أيام في الوحدة الثانية، وطبعاً الحديث هنا عن ماس كهربائي، وليس عن إهمال من قبل الطلاب.

على الجانب الآخر، وبالحديث عن الكهرباء، فإن أوقات تقطّع الكهرباء كثيرة جداً، وهي غير منتظمة، مع العلم أن إدارة السكن كانت قد وعدت الطلاب بعدم قطع التيار الكهربائي من السادسة مساءً إلى ١٢ ليلاً، وذلك من أجل الدراسة وانتظامها، ولكن لم ير الطلاب أي تطبيق لهذا الوعد، ولا ليوم واحد، فهل كان ذلك بسبب عدم تجاوب شركة الكهرباء مع قرار الإدارة، أم بسب عدم جدية إدارة السكن في متابعة ذلك وتنفيذه؟!

تمديد شبكات المياه كارثي أيضاً، حيث إنه في جميع الوحدات والمطابخ تقريباً هناك صنابير خارجة عن الخدمة، وتتسرب المياه منها، عدا عن انقطاعها بين الحين والآخر!

أما عن المياه الساخنة للحمامات، فهي تأتي ليوم واحد في الأسبوع فقط، مع العلم أن أكثرية الحمامات لا تصل إليها المياه الساخنة، بسبب التمديدات الرديئة فيها، بل إن المياه نفسها قد لا تصلح للاستحمام، بسبب عدم اليقين من نظافتها وعقامتها. مع تسجيل تكرار انقطاع المياه في الآونة الأخيرة، هذا دون الحديث عن مياه الشرب غير الموثوق بها على الإطلاق من قبل الطلاب، حيث يضطر الغالبية من هؤلاء إلى شراء مياه العبوات المعدنية، أي إنفاق كبير إضافي ليس بالحسبان!

وعلى مستوى الخبز، فالأولوية للمعتمدين قبل الطلاب، ودائماً هناك طابور طويل للطلاب على الخبز، مع العلم أنه سبق أن تمّ إصدار عدة قرارات لتنظيم بيع وتوزيع الخبز في المدينة الجامعية، وللطلاب بشكل خاص، لكنها لم تكن إلّا قرارات تجميليه ومؤقتة، حيث يعود الحال على ما كان عليه سابقاً، طبعاً وكل طالب، وبعد الانتظار على الطابور الطويل، في البرد وتحت المطر، أو في حر شمس الصيف، يستلم ربطة خبز واحدة مخصصة للغرفة التي يقطن فيها ٧ أشخاص، والطالب المُفقّر لا يستطيع دفع ٥٠٠ ليرة و ٧٠٠ ليرة سعر ربطة الخبز عبر السوق السوداء.

فكيف للطالب الذي يشعر بالبرد، بل ويمرض من البرد وقلة النظافة، وفي ظل استمرار الظلام الدامس، والظلم في نقص الخدمات، أن يدرس لينجح كي يبني مستقبله؟

معلومات إضافية

العدد رقم:
995