ترند سوري «قهر»
بالبداية حابة أشرح معنى كلمة «ترند»... هل الكلمة هي خاصة بمواقع التواصل الاجتماعي، بما إنو صرنا بعصر الإنترنت والتكنولوجيا...
والقصد فيها هو الوصول الـ«الهاشتاغ» لأعلى عشرة «هاشتاغات» يلي فعلياً بيزيد عدد المشاهدة والبحث عن هاد الـ«ترند» ووصوله لأكبر عدد من المشاهدين بالعالم كلو...
أما ترجمتو بالقواميس العربية فمعناه «اتجاه- تيار- مسار...»..
ما علينا...
يلي علينا منو هو هل «الترند- القهري- السوري».. يلي صارت الدنية كلها تحكي عنا، وعن يلي صار فينا من تحت راس حكومتنا المُوقرة والحشكيلات «يعني مساعدي الحكومة» تبعها كلون، بداية من الحيتان البلهموطية الكبار، ونهاية بتجار الأزمة الجداد يلي نزلو ع السوق بالأزمة...
غذاء ترف
طبعاً أول ما رح يخطر بالبال أول ما تشوف العنوان- رح نحكي عن فئة الناهبة والحرامية يلي عندا بزخ وترف بالغذا...
أبداً، هل الحكي هاد للمفقرين- المعدومين- بعيد عن المشاهدات يلي منشوفها عن الناس الجوعانة يلي بتطلع وجباتا الأساسية من حاويات الزبالة، أو من حاويات المطاعم أو أو...
المفقرين والمعدومين يلي وصلت نسبتون بسورية اليوم لأكتر من تلت رباع الشعب- يلي صار حقون بالحصول ع الغذاء عبارة عن ترف ولو كان أكلون من القلة أو العدم!!!
كل هاد بظل الغلا الفاجر والكافر بواقعون المجحف وتدني المستوى المعيشي واللامبالاة الحكومية الواضحة بوضوح الشمس واستهتارون بغذاء رعاياهم وحياتون بشكل عام...
خلوا الشعب يوصل لمرحلة «الجوع»... الناس ما عاد شبعت...
الأطفال بيضلوا يشتهوا شغلات دايقينها وشغلات سمعانين عنها مجرد سمع!!! وللأسف ما رح يحسنوا يدوقوها...
تقنينون بلش من السكر والرز للسلع الغذائية الموجودة بكترة وحارمينا منها...
لك حتى الحكومة الموقرة خلت العالم وولادها ما تشبع من الخبز الحاف!!!
خلتون يجوعوا للخبز بتخفيض كمياتو وبارتفاع سعرو...
لك حتى إذا بدكون عملت متل يلي نشرت الفتنة واشتغلت فيها... كيف؟
بما إنها وصلت الشعب لمرحلة يعتبروا فيه الغذا ترف إلون.. كمان هيه اعتبرتوا ترف للشعب، وخص نص لهل الفئة المهمشة يلي ما حدا فيون إلو خاطر يتطلع بهل الفئة ويسألون جوعانين؟؟ عم تشبعوا؟؟؟...
بإبداعاتون هي مشيو معنا ع مبدأ «شم ولا تدوق».. عجزوا عن إشباع الشعب بالحدود الدُنيا...
أي، إذا أمنوا مستلزمات شعب بيكونوا بطلوا يسرقوا وينهبوا ويستغلوا هنن والحشكيلات تبعون... لك حتى ما عاد فيون يعملوا احتكار ع السلع ويرفعوا سعرا بعدين أي والله...
وبيكونوا هون أمنوا للمواطن غذاء كامل براحة ورفاهية وهاد ليس من شيمهم وليس هدفهم!!!
لباس رفاهية
ناس مالها حسنانة تشّبع بطونها بخبز... وربطة الخبز إذا حصلوا عليها بتعتبر ترف إلون.. متوقعين هل العالم المغلوب ع أمرها تحسن تشتري واعة جديدة وتلبسها؟؟؟
لك إذا ضل حدا عم يشّحد تيابو غير الفئة الناهبة طبعاً- وحسنوا هل المفقرين يحصلون بيكونوا عايشين برفاهية بينضربوا عليها عين الله وكيلكم....
أما بالنسبة للجديد... فالعالم نسيت شو يعني مشترات تياب جديدة حتى ولو لمرة وحدة بالسنة من دون مبالغة...
أسعار السوق بالنسبة للألبسة متل ما وصفوها العالم بالـ «مجنونة»...
إعادة تدوير الألبسة من جيل للجيل التاني كمان صار من المنسيات يا عيوني...
البناطلين- الأحذية- التيشيرتات وغيرو وغيراتو عم ينلبسوا نفسون كل اليوم ع مدار الأسبوع أو الأسبوعين خوفاً عليهون من الغسيل...
وإذا انهروا... عم يتم تصليحون مرة وتنتين كمان...
الطفل ما عاد فيو يلبس تياب أبوه أو أخوه متل أيام زمان!!!
الطفل نفسو عايش ع بنطلون واحد وحذاء واحد وكنزة وحدة....
فمن المشاهدات الجديدة يلي ممكن تشوفها اليوم طفل هو رايح ع مدرستو أو هو راجع من مدرستو بنفس التياب...
شكلو هو ذاتو... ما بيتغير عليك إن شفتو أول الشهر أو أخر الشهر... يلي بيتغير عليك هو التاريخ واليوم بس!!
ما عاد حدا حسن يعوض أية قطعة تياب عندو ياها... الكل صار يتمسك بتيابو حتى وكأنها شي شغلة كبيرة ومهمة لا يمكن الاستغناء عنها...
الأب أو الأم حتى ولو كانوا التنين موظفين عاجزين تماماً ع تلبية جزء بسيط من احتياجات أطفالون ع صعيد اللباس حتى...
الطفل هو بذاتو... انحرم من حقو أنو يفرح بتياب جديدة متل ما كانوا أهلينا يفرحونا بتياب جديدة...
يا حسرتي ع هل الأطفال هدول يلي ما شافو ولا بظن إنو رح يشوفوا شي أو ياخدوا شي من حقوقون كأطفال أو ياكلوا متل العالم بعهد هيك فاسدين وحرامية...
علماً إنو الأسواق مليانة... بتنزل ع السوق عزيزي بتلاقي أشكال وألوان بس كلها مواصفات رديئة وأسعار خيالية أو جنونية متل ما لكل عم يوصفها...
وصار الكبير والصغير بيفهم شو يعني كلمة «مو لازمنا» لأنو ضمنياً حتى الولاد الصغار صارت تشوف كيف أهلون عم ينكسر خاطرون لما بيوقفوا قدام واجهة شي محل وبيشوفوا الأسعار الخيالية...
يعني من الأخر، عادي كتير تشوف ناس مالها متسولة لابسة أحذية أو تياب مهترية وماشيين فيها بالشارع وأخر همون شكلون كيف طالع...
والطفل كمان بطل يقول بدي ولازمني... خطية هل الولاد برقبتون ما غيرون... أكيد عرفتوا مين بقصد!!
طبابة إسراف
كان عنا بثقافتنا القديمة شي اسمو روحة ع الدكتور وفوتت مشافي خاصة...
بسبب تشليف الأسعار ولعبة مين بيزيد يلي حتى الكادر الطبي اتبعا... الأغلب حول ع دكانة الأدوية «الصيدلية»...
وصاروا يهربوا من نكبة أجرة الدكتور لأقل بالمعنى كلمة نكبة بالأدوية..
العالم هربت كمان من كلشي اسمو «معالجة حكومية».. المشافي الحكومية والمستوصفات الحكومية فيها اكتظاظ أكتر من الطوابير السورية وهي بكسر الهاء....
ولك حتى الروحة لعند الصيدلاني/ ـــة لنشكي مرضنا وتعطينا دوا صارت نكبة... لأنو الدوا لحالو اليوم صار عبء مالي ولازمو ميزانية خاصة فيه..
عندك من المسكنات للأدوية العلاجية... لأنو حتى المسكنات اليوم خربان بيت، فما بالك الأدوية العلاجية يا حباب؟؟؟
هلق نحن الكبار صرنا نكابر ع وجعنا ونقول معليش منتحمل... بس الطفل هو يلي ما بيتحمل!!!
صارت العالم حتى تحسبا لعلاج طفلها وتقول ببعض الأحيان: بلا روحة دكتور لشو الإسراف؟؟!!!
منخليه يعتمد ع مناعة جسمو.... بس وين المناعة إذا ما في غذاء بالأساس؟؟؟؟
والطفل بيمرض أكتر من الكبير... ولك حلوها إذا فيكون تحلوها...
هلق هل التلت أساسيات يلي حكينا عنون اعتبرولنا ياهون بزخ وترف واسراف ورفاهية!!
فما بالكون بالضرورات الحياتية التانية يلي فينا نقول عنها: فيها نوع من أنواع الترف عنجد؟؟
ومين المسؤول عن هل الشي؟؟
الإجرام يلي صار بحق الطفولة والأطفال مين سببوا؟؟
حكومة لا مبالية... مستهترة... أدن من طين وأدن من عجين... مو هاممها شي ولا عبالها شي... وفوق كل هاد ضاربتنا منية لعند الله إنها عم تعمل وتشتغل لأجلنا، وعاطيتنا تعليم وطبابة مجانية ومواد مدعومة ع أساس وهية بمثابة «ع الأرض يا حكم» بالنسبة ألنا...
نهبت- سرقت- كانت بمثابة أمو للفساد- عوفت العالم حياتون... شفطوا كلشي وما خلو للعالم شي حتى ع صعيد المواد المدعومة...
وهنن فعلياً يلي عم يتمتعوا بالبزخ والترف والرفاهية... وهنن عايشين بإسراف وتبزير من جيبتنا ومن حقنا.. هنن... مو المعتر والمنتوف ع الأخير يا حسرتي...
منرجع منقول يمكن صار لازم وللبد ومن الضروري تغيير الترند السوري من «قهر» لأي شي تاني.. لأن ما عاد في إمكانية أنو يستمر هالقهر أكتر من هيك.. يعني بدنا ترند جديد نحنا نساويه..
عرفتوا عليي كيف؟!
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 990