جولات القص لصق الحكومية
تزايدت وتيرة الجولات المكوكية الحكومية على المحافظات، فالوفود الوزارية لم تنقطع عن زياراتها ولقاءاتها مع الفعاليات الاقتصادية والشعبية في المحافظات طيلة السنوات الماضية، وفي كل جولة يجري الحديث عن تتبع تنفيذ «الخطط» الموضوع بعناوينها المتشعبة.
واقع الحال يقول: إن النتائج العملية للجولات وللزيارات المكوكية لم تخرج زير «الخطط» التي يجري الحديث عنها من بيرها، والدليل إعادة الحديث عن نفس العناوين في كل زيارة ومع كل وفد، اعتباراً من العناوين المرتبطة بالشؤون الخدمية من كهرباء ومياه وصرف صحي و.. وصولاً للزراعة والصناعة والإنتاج واحتياجات المدن الصناعية، ولعل الاستثناءات في ذلك محدودة.
لجان وزارية وجولات مكوكية
تطالعنا وسائل الإعلام الرسمي وشبه الرسمي بتغطية الجولات الحكومية المكوكية على المحافظات، مع الكثير من الحديث عمّا دار من نقاشات وما طرح من قضايا معيشية وخدمية واقتصادية خلالها، مع تكرار نفس التصريحات والوعود المعسولة، طبعاً مع حضور مناسب للاستعراضات الإعلامية المصورة.
المتتبع لهذه الجولات خلال السنين الماضية يكاد لا يجد فيها أي جديد، باستثناء تغيير بعض الوجوه ربما، وفقط لا غير، فلا المعاناة المطروحة خلال اللقاءات والحوارات تغيرت، ولا الوعود تبدلت، ولعل المتغير الوحيد الملموس هو زيادة هذه المعاناة والضغوط على المواطنين ليس إلا!.
ولكم أن تراجعوا تغطية موقع الحكومة الرسمي لعمل اللجان الوزارية خلال جولاتها طيلة السنين الماضية، وتغطية وكالة سانا لهذه الجولات، والتغطية المصورة للمحطات التلفزيونية الرسمية، والتغطية الإعلامية لبعض وسائل الإعلام الرسمي وغير الرسمي كذلك الأمر، للتأكد من السيناريوهات المكررة في كل مرة، بل في بعض الأحيان تبدو التغطية لبعض الجولات والزيارات واللقاءات والطروحات وكأنها قص ولصق عما سبقها تقريباً، فبعض العبارات المكررة أصبحت كليشيهات جاهزة يمكن وضعها وتوظيفها لتغطية أية جولة رسمية، بغض النظر عن مكانها وتاريخها!.
النتائج الصفرية
الجلي في الأمر بالنسبة للمواطنين، أن تلك الجولات المكوكية لم ولن تسفر عن أية نتائج تنعكس إيجابياً على حياتهم ومعاناتهم، فما سمعوه يُعاد على مسامعهم مع كل جولة ومن خلال كل زيارة ميدانية رسمية للحكومة.
والتساؤل على ألسنة المواطنين في المحافظات: ترى ما فائدة مثل هذه الجولات الحكومية والرسمية المكوكية إن لم تسفر عن نتائج ملموسة تخفف عنهم بعض المعاناة وتزيح عنهم بعض الضغوط؟.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 971