مخيم الوافدين.. معاناة واستغلال!
تسع سنوات من الأزمة السورية- وما زالت الأزمات تتفاقم أكثر فأكثر على جميع المستويات وفي مختلف المناطق السورية، بدءاً من تدني مستوى المعيشة وانتهاءً بأبسط الحقوق، وهو تأمين أسطوانة الغاز مثلاً، وتتزامن هذه الأزمات مع قدوم فصل الشتاء.
هذه هي المعاناة التي يعيشها أهالي مخيم الوافدين في ريف دمشق، الذي يقطنه عدد كبير من المواطنين بالإضافة إلى الوافدين إليه لاحقاً، بالإضافة إلى النقص الحاد في الخدمات المقدمة للمخيم من شبكة الصرف الصحي والشوارع المحفَّرة... إلخ، علماً أنه يتم الحديث الدائم من قِبل رئيس بلدية المخيم بالعمل على حل المشكلات حسب الإمكانات والأولويات.
استغلال أزمة الغاز
يعتبر تجمع مخيم الوافدين من أقرب المناطق لـ «مركز توزيع الغاز» في منطقة عدرا، والتي لا يبعد عنها سوى بضعة كيلو مترات، إلا أنها تعاني من مشاكل في مراكز التوزيع الفرعية في التجمع المذكور، الذي يعتمد على نظام القسائم، أي التسجيل المسبق في البلدية أو لدى المختار للحصول على قسيمة تحمل رقم تسلسلي، تخوِّل صاحبها شراء أسطوانة واحدة لكل شخص بموجب «البطاقة الذكية» كما هي العادة وحسب المواعيد المفترضة للتبديل.
إلا أن الشكوى التي وردتنا مؤخراً تُفيد بعدم الحصول على مادة الغاز لعدد من أهالي التجمُّع، رغم حصولهم على قسيمة «رقم تسلسلي»، علماً أن صاحب المركز قد قام بتسجيل أسماء المواطنين الذين تم حضورهم لديه بالرقم التسلسلي في اليوم الأول، وبحجة عدم كفاية الكمية من الأسطوانات للأعداد الموجودة في السجل، فقد تم تأجيل دورهم لليوم التالي. وفي اليوم التالي كانت المفاجأة: معظم حاملي القسائم لم يحصلوا على نصيبهم من مادة «الغاز»، وكانت الذريعة هذه المرة هي فقدانهم للورقة التي تم التسجيل عليها. وبالتالي، فهم مضطرون بعدها إلى إعادة التسجيل من جديد والحصول على قسيمة تحمل رقماً جديداً، أي «دخل زيد بعبيد وضاعت الطاسة» بحسب أحد المواطنين.
وهنا قد يكون صاحب المركز قد حقَّق هدفه، وقام ببيع أسطوانات الغاز بأسعار مرتفعة، بعد استحواذه على بعض البطاقات «الذكية» لقاء مبلغ معين، كما أكَّد بعض الأهالي، الذي قال أحدهم: «بيقولوا خلصوا جرات الغاز.. بعد شوي منصير نشوف جرات غاز حقها هديك الحسبة... طيب منين إجو جرات الغاز؟».
أزمة مازوت
بحسب بعض الأهالي، قبل انتهاء العام 2019 بأسبوع تقريباً، تم الإعلان عن وصول مادة المازوت- الدفعة الثانية عبر مئذنة الجامع في المخيم، وهي ليست المرة الأولى، وأنه سيتم التوزيع هناك بموجب البطاقة الذكية. وأنَّ عملية التعبئة ستكون خلال يومين فقط، وإن لم تتم التعبئة خلال يومين فقط- فقد يخسر المواطن حقه في الحصول على مادة المازوت. مما دفع بعض الأهالي إلى بيع حقهم بموجب البطاقة الذكية لقاء مبلغ محدود لبعض السماسرة الذين استغلوا فرصة عامل الزمن المحدود والضاغط، وذلك لعدم توفر ثمن التعبئة لدى هؤلاء المواطنين، وخاصة بالتزامن مع نهاية الشهر والأعباء المعيشية وغلاء الأسعار في نهاية السنة أيضاً. علماً أنه إلى الآن هناك الكثير من الأهالي لم يتمكنوا من الحصول على الدفعة الأولى من مادة المازوت لنفس السبب المتعلق بعدم توفر ثمن التعبئة، واضطروا أيضاً إلى بيع قسائمهم.
هذا الحصار الزمني الذي تم التقيّد فيه هذه المرة، والذي فسح المجال أمام المستغلين للاستفادة منه والضغط على المواطنين، منع الكثيرين من قاطني المخيم من حقهم من التدفئة بمادة المازوت في هذا البرد القارس للأسف!
وكما قال أحدهم: «تزداد معاناتنا يوماً بعد يوم ولا أحد يستجيب.. يكفينا معاناة نستحق الأفضل!».
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 947