الفُجور كافر كمان
نوار الدمشقي نوار الدمشقي

الفُجور كافر كمان

خلال السنة الماضية واللي قبلها كان الحكي عن الأزمات ع كل لسان.. من الكهربا للمي للغاز للخبز للمواصلات للتشرد والنزوح وأنتو ماشيين.. وعن الأسعار أكتر وأكترين.. وخاصة ع الدولار والحجج تبعو.. يعني قصة المعيشة والخدمات كانت محور حديث الناس.. وح تبقى هيك طالما ما في شي تغير لهلأ..

بس خلال السنة اللي عم نودعها كان أكتر شي لافت غير جنون الأسعار واللامبالاة الحكومية اللي تعودت عليها الناس هو مظاهر الفشخرة والبروظة والصرف الزايد من شريحة كبار الأغنياء والفاسدين وتجار الحرب والأزمة الجداد.. اللي ضحكت الحرب بوشهم وصاروا وتصوروا ع كتاف البلد والعباد..
لك في شي بهاد الموضوع كتيييير شاذ لدرجة القرف من ممارسات هَي الشريحة.. بالوقت اللي صار الفقر أكتر والجوع أكتر.. وصرنا مضرب متل ع كل لسان.. ولسا في كتير عالم مو ملاقية مكان تسكن وتستقر فيه.. ومو قدرانة تجيب لولادها لا ملابس لا حتى وجبة مشبعة.. لك وفي مين صار عم يعيش ع الأكل اللي بحاويات القمامة كمان..
يعني في وقاحة ما بعدها وقاحة بالصرف الترفي ع الأكل والشرب واللبس والسيارات والهدايا والسهر والسفر و... ع عيون الناس المشحَّرة.. علماً أنو الكل بيعرف أنو هدول ما عم يصرفوا ويتبهنكوا إلّا من اللي نهبوه من الناس خلال السنين الماضية.. واللي لسا عم ينهبوه منهم لهلأ.. وع عيون الكل طبعاً..
لك الجوعان والعريان والمنتوف اللي عم يشوف هدول الناس اللي عايشين العمر عمرين وع كل ضرس لون ع حسابو.. القصة بالنسبة إلو ما وقفت عند اللوم ع ممارساتهم وبس.. لك صارت هي المشاهد عم تسببلو أذى وضرر نفسي كبير كمان.. وخاصة أنو بيعرف البير وغطاه ومنين عم يجيبوا المصاري اللي عم يبعزقوها يمين وشمال، لأنهم مو تعبانين فيها أصلاً.. وما حدا بيعرف لوين ممكن توصل المواصيل بين الطرفين طالما الاحتكاك بيناتهم موجود، لأن هي الشريحة ما عاد استحت.. يعني الله يرحم مقولة «إذا ابتليتم بالمعاصي فاستتروا».. لك هدول صاروا وقحين مو بس بصرفياتهم وبذخهم وكمان بتصرفاتهم وسلوكهم الوقح بالتعامل مع الناس.. طبعاً غير وقاحتهم بالنهب والسرقة اللي صارت علنية..
لك معقول في مين يدفع ع وجبة فطور لشخص واحد 30 ألف ليرة يا عالم.. لك هاد المبلغ راتب نص شهر المفروض يعيش فيه الفقير بهالبلد..
ومعقول بهي الظروف في مين عم يشتري سيارات جديدة بعشرات الملايين إذا ما قلنا بالميات.. ويتبهور فيها ويتركها لولادوا يشفطو فيها.. يعني حق سيارة ممكن يستر ويؤوي كذا عيلة ويحميها من برد الشتي وحر الصيف..
ومعقول في مين بيدفع سعر طقم ميات الألوف.. يعني ممكن تداوي كذا مريض مو ملاقي حق الدوا..
ومعقول في مين بيشتري الحذاء بعشرات الألوف.. وفي منها بالميات كمان لا تزعلوا مستورد وتوصاية ع الطلب.. لك أكتر من راتب موظف منتوف..
غير كل أشكال الفوقية والتعالي والعجرفة.. لك ع شو وغالبية هدول لصوص وحرامية وما بيعرفوا لا تعب ولا عرق..
أما الأسوأ من هيك فكان من المحلات والمولات والمطاعم والكازينوهات والملاهي اللي صارت مخصصة لهي النخبة مع دعاياتها وصورها اللي عبت الشوارع وشبكة النت كمان.. لأن كل مطعم أو مول أو محل صار يعمل دعاية لحالوا عن طريق صفحات الفيس كمان..
والأنكى، الطلب من المتصفحين المشاركة واللايكات مشان الترويج أكتر.. يعني اللي ما شاف بعينو صار عم يشوف عن طريق النت.. وفوقها بيشوفوا التعليقات المستهترة.. وإذا حدا ضاف شي تعليق مو مناسب يا ويلو ويا ظلام ليلو.. خود ع مزاودة ووطنية زائفة.. يعني بيطلع المغلوب ع أمرو ومنهوب مدان بوطنيتو وانتماؤو كمان.. يعني مو بس نهب وسرقة وبذخ وترف.. وفوقها بلطجة..
أحياناً بيخطر بالبال أنو لازم شي جهة تعمل إحصائية للمصاري اللي عم تتبعزق كل يوم يمين وشمال ع إيدين هي الشريحة.. مشان يتحاسبوا ع كل ليرة نهبوها من جيوب العباد.. وع كل ترف عاشوه ع حسابنا.. وع كل فُجر ما رسوه بحقنا.. بس مين وأيمت يا حسرة..
رغم ع فكرة القصة مو صعبة أبداً.. أصلاً في كتير شغلات موثقة بالصوت والصورة كمان.. والمحاسبة ح تجي ح تجي..
بس الله يجيرنا تبدا الناس تاخد حقها بايدها من هدول.. لأن مو بس الجوع كافر.. كمان الفجور كافر..

معلومات إضافية

العدد رقم:
946