حلب.. جغرافيا المدينة متصلة منفصلة
تمت استعادة السيطرة على جغرافيا مدينة حلب بالكامل، كما تمت استعادة مشاكلها الخدمية المزمنة. فجغرافيا المدينة ما زالت متقطعة برغم استعادة اتصالها، وذلك بسبب أزمة المواصلات.
فمشاكل المواصلات لا تزال كما كانت قبل عودة المناطق إلى الخارطة الجغرافية للمدينة، وربما أسوأ من ذي قبل، بحجج انتقال الباصات والسرافيس لتخديم المناطق المجاورة، بأسعار خيالية، بالإضافة إلى الكثير من الذرائع الأخرى.
ازدحام وقلة وسائط نقل
أدت شكاوى المواطنين العديدة التي تناولت مشاكل المواصلات في المدينة على مستوى الأسعار وشدة الازدحام، إلى توحيد تسعيرة الركوب بـ (50) ليرة تقريباً، إلّا أن الازدحام ما زال في سيرورة لا يدري المواطن متى تنتهي، وذلك لقلة أعداد وسائط المواصلات العاملة على خطوط السير داخل المدينة وإلى محيطها، برغم الوعود الكثيرة بزيادة عدد الباصات الحكومية التابعة لشركة النقل الداخلي، التي لم ير الحلبيون منها حتى الدخان..!!
فالازدحام على وسائط النقل، وعلى المواقف بانتظارها، وخاصة في مراكز الانطلاق، أصبح سمة عامة تمثل مشكلة يومية يعاني منها الحلبيون، وخاصة خلال ساعات الذروة صباحاً ومساءً.
مواطنون ومعاناة!
سكان حي الحمدانية معاناتهم طويلة المدى مع المواصلات، حتى وصل بهم الحال للاعتقاد بأن المواصلات التي تخدمهم ماهي إلا (فض عتب) لقلتها.
تخبرنا أم سامر بأنها عاملة في أحد معامل الخياطة في وسط المدينة، ولا ينتهي عملها حتى الثامنة مساءً، مما يُصعب عليها العودة إلى الحمدانية، فالمواصلات بعد الثامنة يصبح شبه محال إيجادها من وإلى المنطقة..
أما مناطق حلب القديمة (القلعة- جادة الخندق- باب الحديد- المعادي- جب القبة- الأصيلة... وسواها) كل ساعة يمر باص واحد فقط، مع العلم أن الطريق إليها طويلة أيضاً، ولا توجد سرافيس حتى لتخديمها وربطها مع مركز المدينة والجامعة. فنرى شكاوى كثيرة من الطلاب تتعلق بمسألة معاناتهم بالوصول إلى جامعاتهم، والعمال بالوصول إلى مراكز عملهم.
رهام معلمة في مدرسة قرب القلعة، تخبرنا بأنها تحتاج لسرفيسين لتصل إلى ساحة الملح، والتي تبعد عن المدرسة مدة ربع ساعة سيراً على الأقدام، وهذه معاناة العديد من الموظفين والطلاب الجامعيين أيضاً، الذين يحتاجون إلى وسيلتي مواصلات أو أكثر للوصول إلى كلياتهم أيضاً... كطلاب الآداب والهندسات القاطنين في الميدان والشعار ومناطق تحت القلعة.
ولم تكن معاناة سكان جمعية الزهراء أقل من المناطق التي ذكرناها.
أحمد طالب علوم من سكان جمعية الزهراء، يقول: يجب علي أن أخرج قبل ساعة كاملة من موعدي، تلافياً للتأخير بسبب قلة مرور الباصات، وإن أردت الذهاب لوسط البلد فأنا فعلياً أتأخر نتيجة «فتلة» الباص الطويلة على عدة مناطق من المدينة..
وسط المدينة غير مستثنى
كان لسكان وسط المدينة نصيب من أزمة الازدحام من خلال الانتظار الطويل على مواقف السرافيس (حمدانية- أعظمية- حلب الجديدة) والتي لا تكفي لاستيعاب المواطنين، وخاصة في أوقات الذروة (انصراف الطلاب والموظفين) بالإضافة إلى عدم التزام البعض بالتسعيرة الموضوعة (40) ليرة، نتيجة سيطرة القطاع الخاص على شبكة المواصلات نوعاً ما، وعدم قدرة شركة النقل الداخلي من إيقاف تمدد القطاع الخاص، وعودة سيطرتها على الوضع بما يتناسب مع حاجة المواطنين، ويخدم مصلحتهم من خلال عودة الباصات العامة على كافة الخطوط بأعداد تكفي لاستيعاب سكان المدينة وتلبي حاجاتهم باتجاه كافة المناطق والأحياء.
شركة النقل الداخلي والرقابة
مشكلة المواصلات بالنسبة للحلبيين لا يمكن لها أن تُحل إلا بزيادة أعداد باصات شركة النقل الداخلي، مع توسيع شبكة الخطوط التي تُخدمها، بالإضافة إلى ضرورة تشديد الرقابة على السرافيس المرخصة للعمل على خطوط المواصلات بين أحياء المدينة، ومن مركزها إلى أطرافها وبالعكس، وكذلك على شركات النقل الخاص، ليس على مستوى الأسعار فقط، بل على مستوى الالتزام بالعمل وعدم الهروب من مهام نقل المواطنين على الخطوط المرسومة لكل منها طيلة ساعات اليوم، وخاصة خلال ساعات الذروة.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 905